في شهر آذار نحتفل بالأم.. نستذكر أجمل عواطفها وأرقها وننسى أباً أصبح مكان أم تخلت عن أمومتها اختارت ذلك أم لا.
الأمومة هي المهمة التي تتمناها كل أنثى و هي لا تعلم ما هي؟! تجسدها في طفولتها بلعبتها حيث تطلق عليها اسماً.. تداعبها وتكلمها.. تكبر معها عاطفة الأمومة ، تبتكر لغة وحالات تعيشها معها، الفطرة والمجتمع هو من يغرينا بتلك ولا يمكن التعرف على أمهاتنا وتلك العاطفة إلا بعد أن ندخل نحن بأقدامنا تلك الدائرة.
عرفنا أمهات كثيرات تحولن بسبب ظروف فرضت عليهن إلى أب لتلك الأسرة ولكن الغريب اليوم حالات كثيرة نرى الأب فيها وقد تحول إلى أم وأب أستغرب تلك الحالات ولكن للأسف أصبحت موجودة فبعض الأمهات اخترن العيش بعيدا عن أطفالهن ربما هي حالات فرضت عليهن ولكن أين تلك العاطفة المقدسة التي ارتبطت بلقب الأم.
مع اختلاف الأسباب والظروف كثرت حالات الطلاق وابتعدت تلك الأم عن أسرتها مرغمة على ذلك أم برضاها سنحت الفرصة لرجل البيت أن يتقمص شخصيتها ويكون أماً وأباً ولكن هل استطاع سد ذاك الفراغ لتلك الأسرة.
توهم ذاك الرجل أنه يستطيع فعل ذلك ولكن المسؤولية كبيرة والهم كبير خلقت الأنثى لتحمله ولا أحد سواها يمكنه القيام بذاك الدور العظيم.
احتفل العالم ومواقع التواصل الاجتماعي بعيد الأم وقليل من استذكر دور الأب ولن يعرف قيمة الأب والأم معاً إلا إذا شاهد أحدٌ أمه أو أباه على حقيقتهما قبل أن يصير أماً أو أباً ، يتحول بدون أن يدري إلى أم جديدة.
تخفي كل أم حقيقة شعورها ولكنها تظهر رغم محاولات القسوة التي تتقمصها وتفشل في التعبير عنها وتقتصر حياتها على حاضرها ومستقبل أبنائها وهاهم الآباء اليوم يلعبون الدور ذاته.. ترى هل ظروف حياتنا اليوم بغرابتها جعلت الأدوار تختلف ليكون الأب أماً في ظل غياب حنان الأم وظهور جانب لديها بقسوته المبهمة غير المبررة؟
ما يجعل الحياة ممكنة هو قدرة البشر على النسيان والاستمرار ببداية جديدة غريبة ولكنها ممكنة وضرورة الحياة تقتضي تبادل الأدوار في أحيان كثيرة.
فحلوها اليوم أصبح حامضا بطعم الليمون، تحت عنوان عريض لا ملل و لا استسلام فالحياة مستمرة بعاطفة الأمومة كانت في قلب رجل أم امرأة المهم أنها أصدق عاطفة تعيش فينا.
خلود حكمت شحادة
التاريخ: الثلاثاء 26-3-2019
رقم العدد : 16940
