الجولان في شعر زكي قنصل

 الملحق الثقافي ..رشا سلوم

الجولان أرض سورية منذ الأزل وستبقى سورية. لا يمكن لعدوان أن يغير منها شيئاً، لا قرارات ترامب ولا أحد. الجولان هي قلب سورية، ونبضها، وأهلوها أهل النضال والعطاء، تغنى بها الشعراء، ومن أشهر هؤلاء الشاعر زكي قنصل.
ولد الشاعر زكي قنصل في الأرجنتين عام 1916 وقد جاء به والده إلى سورية وهو ابن خمسة أعوام، ثم عاد إلى الأرجنتين بصحبة والده، وكان آنذاك في الثالثة عشرة من عمره. في يبرود بلدته تلقى أولى مبادئ القراءة والكتابة، ثم ترك المدرسة سنة 1925 ليساعد أسرته في كسب قوتها في ظل ظروف معيشية قاسية وصعبة، وكان الثالث بين أفراد أسرته البالغة عشرة أفراد. وفي عام 1929 هاجر إلى البرازيل برفقة والده ثم انتقل إلى الأرجنتين وهناك انصرف للعمل كبائع جوال (الكشة) أي البيع في صندوق يجوب به الشوارع، وهذه المهنة كانت تسبب المذلة للمغترب لأربع سنين، وكان أثناء ذلك مولعاً باللغة العربية؛ حيث لم تؤثر علية الظروف الصعبة لنسيانها، لا بل تولى رئاسة تحرير الجريدة السورية اللبنانية، ذلك عام 1935 وكان حينها عمره 18 سنة، حيث انضم زكي قنصل إلى أسرة تحرير الجريدة التي كانت تصدر في العاصمة الأرجنتينية بوينس أيرس بـ 16 صفحة باللغتين العربية والإسبانية. وكان شقيقه الأديب الياس قنصل يعمل بها رئيساً لتحرير القسم العربي. إلا أن نشوب خلاف فكري بين زكي قنصل وبين صاحبها أدى إلى استقالته، ليعود من جديد إلى العمل التجاري في دكان لأخيه الياس الذي كان قد افتتحه في ضاحية نائية عن المدينة. وفي عام 1950 تزوج من فتاة سورية لأبوين من صدد، وكانت ثمرة هذا الزواج طفلة أسماها سعاد توفيت ولم تتجاوز الشهر الثامن من عمرها. وقد بكاها شاعرنا بمجموعة من القصائد نشرها في ديوان صغير تحت اسم «فقيدتي». تأثر بالشاعر القروي وتعلم مبادئ العربية والفرنسية. ولم يحصل على أي مؤهلات او درجات علمية.
كتب زكي قنصل هذه القصيدة عندما ثار سكان الجولان على القرار بشأن الهوية الصهيونية:
جولان يا بنت عم الشمس يحملني
شوق لوجهك ما أطفئه يتقدِ
حضنتني أمس طفلاً وابتنيت غدي
فكيف أمحوك من قلبي ومن خلدي؟
في كل شبرين من هذا الثرى
عبق من الشهادة أو شلوان من جسد
قضيت في ظلك الريان من عمري حولاً
هو العمر في صفو وفي رغد
لي في ترابك ذخر لست أرخصه
مهما افترقنا وماض كالرجاء ندي
لولا عيونك ما غنيت قافية
ولا تنقلت من ملد إلى ملد
يبرود حلم جميل أنت يقظته
ما أقرب الدرب بين القلب والكبد
يا إخوتي في ربى الجولان جرحكم
جرحي وزفرتكم من صدري الكمد
دار العروبة أنى يممت قدمي داري
وسكانها أهلي ومستندي
يا أمتي في فمي ماء سألفظه
ما أبعد الغش عن قولي ومعتقدي
إن كنت تبغين في العلياء منزلة
يا أمتي اتحدي، يا أمتي اتحدي

التاريخ: الثلاثاء26-3-2019

رقم العدد : 16940

آخر الأخبار
تقرير مدلس.. سوريا تنفي اعتزامها تسليم مقاتلين "إيغور" إلى الصين محافظ السويداء يؤكد أنه لا صحة للشائعات المثيرة لقلق الأهالي  بدورته التاسعة عشرة.. سوريا تشارك في معرض دبي للطيران أحداث الساحل والسويداء أمام القضاء.. المحاكمات العلنية ترسم ملامح العدالة السورية الجديدة وزمن القمع... الاقتصاد في مواجهة "اختبار حقيقي" سوريا وقطر.. شراكة جديدة في مكافحة الفساد وبناء مؤسسات الدولة الرقابة كمدخل للتنمية.. كيف تستفيد دم... إعادة دراسة تعرفة النقل.. فرصة لتخفيف الأعباء أم مجرد وعود؟ منشآت صناعية "تحت الضغط" بعد ارتفاع التكاليف وفد روسي ضخم في دمشق.. قراءة في التحول الاستراتيجي للعلاقات السورية–الروسية وزير الخارجية الشيباني: سوريا لن تكون مصدر تهديد للصين زيارة الشرع إلى المركزي.. تطوير القطاع المصرفي ركيزة للنمو المؤتمر الدولي للعلاج الفيزيائي "نُحرّك الحياة من جديد" بحمص مناقشة أول رسالة ماجستير بكلية الطب البشري بعد التحرير خطة إصلاحية في "تربية درعا" بمشاركة سوريا.. ورشة إقليمية لتعزيز تقدير المخاطر الزلزالية في الجزائر    السعودية تسلّم سوريا أوّل شحنة من المنحة النفطية تحول دبلوماسي كبير.. كيف غيّرت سوريا موقعها بعد عام من التحرير؟ سوريا تشارك في القاهرة بمناقشات عربية لتطوير آليات مكافحة الجرائم الإلكترونية جمعية أمراض الهضم: نقص التجهيزات يعوق تحسين الخدمة الطبية هيئة التخطيط وصندوق السكان.. نحو منظومة بيانات متكاملة