الملحق الثقافي: جميل عاطف علي
أيها الملل
اذهبْ بعيداً
لا أريدُ لُقياك ثانيةً
أظافرُ يديّ اسودّت
وهي تلعبُ بالتراب
تبحث عن أحد
يؤنس وحدتي
كان يملأ حياتي
ولكن ها هو الآن
قد غاب
لا أعلم إن كان يسمعني
أو يشعر بحبّي واشتياقي
و بآهاتي المسائية
خلف البابْ
ماذا تفيدُ الذكرى
إن قُدّر الغيابْ؟!
مخطئٌ من قال
إن الذكريات جميلة
الجمالُ عندما تكونُ واقعاً
أما الآن عذابٌ تلو عذابْ
يا قدري الرائع ..
لن ألومك
ولن أشتمك
فأنت اسمك قدرْ
وأنا بشرْ
وفي أي لحظةٍ تأتي
محمّلاً بالخبرْ
سارّاً تارة وكابوساً تارة
وفي الحالتينِ هناك عبرْ
فقط أرجوك اليوم
كنْ معي
جفّفْ دمعي
وارزقني مولوداً
يعوّضُ الذي غاب
يعيدُ لي شيئاً بسيطاً
من الشباب
اشتقتُ لسماع كلمة بابا
لزقزقاتٍ طفولية
كما صوت الربابة
اشتقتُ إليهِ كثيراً ..
ليدٍ تنزعُ من أمام عينيّ الجريدة
ولضحكةٍ تأخذني لدنيا جديدة
هكذا… كانت حياتي سعيدة
وكُلّي أملْ أن يموت المللْ
الذي بدأتُ بهِ القصيدة
وأرى طفلي
في حضني…
أملأ جسدهُ الناعم قُبلْ
احميهِ يا ربّي
هذه أمنيتي الوحيدة..
هذه أمنيتي الوحيدة.
التاريخ: الثلاثاء26-3-2019
رقم العدد : 16940