لم تتوقف عجلة التعليم والتربية في أبشع وأقسى الظروف التي مر بها بلدي خلال حربها الكونية ،وأجمل صور التحدي رأيتها بتسابق الطلاب إلى مدارسهم في بداية كل عام دراسي من تلك الأعوام العجاف ،التي شهدت جهوداً وزارية تربوية وتعليمية لاستمرارية العملية التربوية بالممكن والموجود مع محاولات جادة للنهوض بهذا القطاع الذي يرفد باقي القطاعات بالخبرات والنخب ويعد رافعة حقيقية لعملية التنمية ،وجهوداً جبارة لانجازات نوعية لجهة تحديث المناهج اعتمادا على الكيف لا الكم ..أي التعلم بالفهم والاستيعاب والتحليل والاستنتاج لا الحفظ الأصم ،مطلب ضروري في عصر سريع التغيير ،تعددت فيه وسائل المعرفة ،وكذلك كان الإصرار على عودة من قذفت بهم الحياة خارج التعليم إلى محراب العلم.
كل هذه الجهود ما كانت لتثمر لولا دافعية الطلاب التي تحولت إلى تحد حباً بالوطن ..وطموحات تعانق السماء.
بالحقيبة والقلم والكتاب والدفتر خاضوا معركة الوجود وكانوا أبطالاً على مقاعد الدراسة بجدهم واجتهادهم ،ولم يكن حب الوطن والاستعداد للتضحية في سبيله، وعداً طليعياً ولا شعارات يرفعونها وهتافات يرددونها في الرتل الصباحي ولم يكتفوا بالمسيرات التأييدية لشهادة أو نصر ووقفات تضامنية مع أبطال جيشنا السوري يشاركونهم العزيمة والإصرار لمحاربة أعداء العلم والإنسانية..طلابنا كغيرهم من أبناء الوطن المخلصين وهبوا أرواحهم ،شهداء علم في سبيل عزة الوطن.
في يوم الطالب العربي السوري، في الثلاثين من آذار والذي احتفل به طلابنا في الداخل والخارج ،مؤكدين أن الجولان عربي سوري ،وسيرفرف العلم العربي السوري فوق كل ذرة تراب من أرض الوطن بما فيه جولاننا.
هنيئا لكم ارتقاؤكم أعلى درجات المسؤولية الوطنية وهنيئا لنا جنود للبناء والرقي.
عين المجتمع
رويدة سليمان
التاريخ: الخميس 4-4-2019
رقم العدد : 16948

السابق
التالي