لا يخرج إعلان ترامب بخصوص الجولان العربي السوري المحتل عن إطار الحرب الإرهابية المتعددة الجنسيات، والتي تقودها الولايات المتحدة الأميركية ومعها حلف العدوان منذ بدايته ضد الدولة السورية بصيغ مختلفة، أبرزها التبني الكامل لتنظيم داعش وكل شركائه في الإرهاب.
وبالرغم من أن المؤامرة على سورية كبيرة جداً، وساهم في حياكتها إلى جانب دول الغرب، بعض من أبناء جلدتنا ممن يتحدثون بالعروبة والأخوة، ومعهم نظام أردوغان العثماني الذي يدّعي الإسلام، إضافة إلى الكيان الصهيوني الذي يتكامل مشروعه الاستعماري والاستيطاني التوسعي مع المشروع الإرهابي التكفيري الوهابي، إلا أنها باءت بالفشل الذريع بفضل تضحيات الجيش العربي السوري وإيمانه المطلق بوحدة سورية أرضاً وشعباً ومؤسسات.
ومع أن مجريات حرب سورية على الإرهاب تبعث بشكل يومي رسائل بكل الاتجاهات، وأولها لرعاة داعش والنصرة، مفادها أن الأرض السورية حرام على كل إرهابي وصهيوني ومعتد، وأنها كما تتحرر في هذه المرحلة من الإرهاب الداعشي التكفيري، ستتحرر في المستقبل القريب من الاحتلالين الصهيوني والعثماني في كل من الجولان ولواء اسكندرون.
وكما استطاع الشعب السوري خلال السنوات الماضية من الحرب الإرهابية المفروضة عليه أن يجعل كلمته هي العليا في الميدان العسكري ضد التنظيمات الإرهابية، وفي الميدان السياسي بمواجهة مشاريع التدويل والتدخلات الخارجية، فهو قادر أيضاً على أن يحرر جميع أراضيه المحتلة والمغتصبة، ولو وقفت في وجهه كل دول الاستعمار وساستها.
ومن هنا فليعلم القاصي قبل الداني، أن استقلال سورية وسيادتها ووحدة ترابها، إضافة إلى حقها في استعادة الجولان المحتل، مبادئ وطنية ثابتة لا يمكن المساس بها، وهي محفوظة في الوجدان المجتمعي قبل قرارات الأمم المتحدة ومجلس أمنها الدولي وأدبيات دول العالم قاطبة.
ومن هنا أيضاً.. فإن قرار ترامب الخارج على الشرعية الدولية، ومعه مخططات نتنياهو الاستيطانية الجديدة في الجولان الصامد، لا يمكن أن تغير في واقع الحق السوري الساطع.
نافذة على حدث
راغب العطية
التاريخ: الخميس 4-4-2019
رقم العدد : 16948