في سؤال طرحته الممثلة أمل عرفة على الممثل اللبناني طوني عيسى ضمن برنامج (في أمل- قناة لنا) عمّا إذا كان راضياً لما وصل إليه في التمثيل.. وهل يشعر أن ما قُدّم له من فرص يوازي موهبته، جاء ضمن جوابه تساؤله: لماذا يوجد عمل سوري يتم تصويره في لبنان وكل طاقمه سوري ولا يوجد أي ممثل لبناني.. ولماذا يكون الممثل العربي مفضلاً عن الممثل اللبناني..؟
لتعود وتسأله عرفة: هل تعتقد أن احتكار الممثلين السوريين لدراما الـ(بان آراب) أخذ من فرصك شيئاً..؟ ليجيب بتأكيد الأمر.. وليطرح سؤالاً آخر «هل يوجد فيتو على الممثل اللبناني خارج لبنان..؟».. تعود عرفة لتذكّره أن الكثير من الأعمال السورية ذات الإنتاج السوري والتي صُوّرت في سوريا، وُجد فيها الممثل اللبناني بمكانه المناسب.
كل المشكلة برأي عيسى أنه لا يرى اللبناني نجماً إلا بعمل لبناني خالص، وكان في غير برنامج اعترض على دعم الممثلات اللبنانيات بينما لا يلقى الممثلون اللبنانيون ذات الدعم من قبل جهات الإنتاج اللبناني تحديداً.
وفي غير مناسبة تحدث عيسى نفسه عن تمكّن الممثلين السوريين وأنهم بالغالبية خريجون أكاديميون.. وهي نقطة تُحسب لصالحهم.. لا نعلم إن كان تغافل عنها أثناء حديثه مع عرفة.
ويبدو أن تغافل طوني عيسى عن بعض الأشياء تطور ليصبح نسياناً، فحذف من ذاكرته كل الأعمال السورية الخالصة أو أعمال الـ(بان أراب) والتي كانت من نصوص سورية أو إخراج سوري، حضر فيها العنصر اللبناني بكثافة..
لا نذكر حضوراً لـ(عيسى) كان قويّاً أكثر من مسلسلات «الغالبون» الذي كان نص السيناريست السوري فتح الله عمر، وإخراج السوري باسل الخطيب، وعمل «علاقات خاصة» المنتمي لنوع الـ(بان أراب) والذي كان نصّاً وإخراجاً ببصمة سورية، وأيضاً عمل «سمرا» المشترك عربياً وأما إخراجياً فكان بإمضاء رشا شربتجي.. الأعمال التي حققت له تواجداً عربياً..
فكيف يحتسب أن العنصر اللبناني خارج دائرة الحضور القوي في الدراما المشتركة..؟
وهو ذاته العنصر الذي بدأت تكبر مساحة تواجده في دراما مشتركة «سورية، لبنانية» بفعل ظرف الأزمة السورية.. التي دفعت طاقات محلية كثيرة لتصبح فاعلة أكثر على رقعة الأرض اللبنانية.. كما المميز سامر البرقاوي صاحب التجربة اللافتة فيما يسمّى دراما «سورية، لبنانية».. ورامي حنّا صاحب «تانغو» العمل الذي دفعه ليعيد التعاون مع دانييلا رحمة بنص جديد بعنوان «الكاتب» سيناريو ريم حنا وإنتاج آيغل فيلمز..
حين صرّحت الممثلة السورية سلافة معمار منذ سنوات أن حضور الممثلات اللبنانيات في الدراما السورية يأتي على حساب الممثلة السورية، لم يقبل كثيرون كلامها..
وبعيداً عن منطق الفرز حسب جنسيات الفنانين، وعقلية اقتسام النجاح والأضواء، ثمة حقيقة يجب أن يعترف بها كثيرون تتلخص بكون العناصر الدرامية ذات الأصل سوري حرّكت الدرامات العربية الأخرى لاسيما اللبنانية منها، فكبّرت وصنعت نجوماً «بالمعية».
lamisali25@yahoo.com
لميس علي
الجمعة 5-4-2019
الرقم: 16949