ان كان عيبا فنيا أو هندسيا أو ليكن أي شيء، لكنه في وطني لوحة من جمال, انها قطعة من ذكريات ومن حنين الى أمكنة في الوطن عاشت منذ ذلك الزمن ومازالت تقارع وتصارع الطبيعة وتتمنى أن يكون الانسان عاجزا عن هدمها.
أن تنبت في جدار بيتك وعلى سطح جداره أعشاب برية كأنها وجدت المكان الأجمل وارتاحت فيه وأزهرت بألوان شتى، هو مشهد قد يكون غير لافت، لكن هذه اللوحة تكثر في مناطق بلدي وقراه ذلك المشهد هو جدران بحجارة بازلت ينمو على سطحها اعشاب، هذا كل ما في الامر لإنسان غريب يمر دون اكتراث في حارات قديمة, أما أن تعيش هذه المشاهد يوميا وتسلم على كل حجرة من أحجارها وتتمنى لها أن تستيقظ وهي واقفة منتصبة كما تركتها الحضارة وتتكرر في كل فصل وتكبر معك وتشيخ معها وهي مازالت كما هي حجارة وأعشاب لكنك تحيطها بهالة لا يقترب منها ولا يراها إلا كل من عشق رائحة هذا الوطن الذي تعب منتظرا الراحة والسعادة، فعندها يمكن تذكر ما قاله الشاعر رسول حمزاتوف وهو يمتلئ عشقا لبلدته: « إلى أي جمال على هذه الأرض نظرت، أقارن ما أرى بهذه اللوحة الصغيرة من طفولتي، اللوحة المؤطرة بنافذة بيتنا، شاهدت كل جمالات العالم، ولو لم تكن لي- قريتي وضواحيها، و أو لو لم تكن تعيش في ذاكرتي، لكان العالم كله لي صدراً، لكن دون قلب، وفماً دون لسان، وعينين لكن دون إنسانين، وعشاً ولكن دون طير « .
خاص – أيدا المولي
التاريخ: الأحد 7-4-2019
رقم العدد : 16950
السابق