يمضي رئيس وزراء العدو الصهيوني بنيامين نتنياهو المدعوم بشكل سافر ووقح من إدارة ترامب في خطته المعلنة للقضاء على كل مقومات السلام في المنطقة، عبر الاستيلاء على ما يمكن أن يشكل حلماً فلسطينياً مستقبلياً لإقامة دولة مستقلة على حدود 4 حزيران، وفي جديده هذه المرة تصميم على ضم أجزاء جديدة من الضفة الغربية إلى كيانه المحتل ورفض إخلاء أي مستوطنة فيها ضمن أي خطة «سلام» مقبلة حسب زعمه.
يأتي هذا التطور الخطير عشية انتخابات إسرائيلية مبكرة يسعى نتنياهو من خلالها لتأكيد بقائه في الحكم والاستفادة قدر الإمكان من وجود رئيس أميركي في البيت الأبيض يفوق الصهاينة في تطرفهم وعدوانيتهم وتجرّؤهم على الحقوق المشروعة والقانون الدولي.
ما يدعو للسخرية والاستفزاز هو أن تهديدات نتنياهو تسبق ما يسمى مقترحات أميركية جديدة حول «السلام» بين الفلسطينيين والإسرائيليين، سيتم طرحها بعد الانتخابات الإسرائيلية مباشرة، أي بعد الفوز المتوقع لنتنياهو، ما يؤكد سعي الأميركيين لاستكمال إنجاز «صفقة القرن» التي هيّأ لها ترامب بقرار الاعتراف بالقدس المحتلة عاصمة لإسرائيل ونقل سفارة بلاده إليها مكرساً قراره المشؤوم.
وإذا ما أضفنا إلى ما تشدق به نتنياهو، المعلومات المسربة حول مخطط لتقديم أراضٍ بديلة للفلسطينيين عن أراضيهم في الضفة والقدس المحتلتين، في كل من الأردن وسيناء المصرية، وتعويض الفلسطينيين المتضررين مالياً من قبل النظام السعودي المستعد لذلك، يمكن فهم واستيعاب هذه الوقاحة التي يتعامل بها كل من ترامب ونتنياهو هذه الأيام إزاء الحقوق العربية، واطمئنانهما إلى مستوى الردود العربية والدولية التي سقفها بيانات شجب واستنكار لغوية مكررة لا تصد عدواناً ولا تعيد حقاً مسلوباً.
غير أن الصحيح أيضاً أن تطورات سورية الإيجابية لجهة التعافي والعودة إلى سابق الحضور والتأثير والدور، تجعل الكيان المحتل وراعيه الأميركي في عجلة من أمرهما لحسم هذه القضايا مخافة أن تتبدل المعادلات الإقليمية على وقع انتصار سورية ومحورها المقاوم، حيث لن يكون بمقدورهما عند ذلك فعل شيء من دون دفع أثمان باهظة.
عبد الحليم سعود
التاريخ: الأثنين 8-4-2019
رقم العدد : 16951