بين دراسة وأمل وطموح وأحلام متداخلة يعيش أبناؤنا الطلاب بشكل عام فوضى ذهنية وهم يحضرون لامتحانات الشهادتين الاعدادية والثانوية ،وعلى مرأى من التعب والتفكير والإجهاد ،يتقلب مزاجهم بين برامج وضعوها بأنفسهم لتحديد ساعات الدراسة والأيام لكل مادة وبين برامج وضعتها بعض المعاهد والمدارس الخاصة ،لتبدأ رحلة التفاضل الذهني عند بعض طلابنا حول أيهما أفضل .
وبين اختيار ما يناسب عند هذا وذاك لاشك أن الوقت يضيع و الذهن يتشتت،ويصبح التركيز قلقا والتوتر سيد الموقف ،وقد يعتري مفهوم الندم طابع التشكيك باعتماد احدهما دون الآخر.
لذا يتوجب على طلابنا الأعزاء برمجة دراستهم بما يناسب قدراتهم ودرجة استيعابهم وطاقاتهم الذهنية ،وأوضاع منازلهم وبيوتهم التي لم يعد كثير منها يؤمن الحاجة المطلوبة من الهدوء أو تخصيص مكان محدد لاستقرار دراسة الأبناء والأولاد ، لظروف مختلفة طارئة باتت معروفة عند الجميع .
وهذا بحد ذاته يحتم على طلابنا خلال هذين الشهرين من المراجعة وجوب إعلان حالة الاستنفار التام ، والاستعداد النفسي والجسدي والتأقلم مع كل الطوارئ التي قد تحصل داخل المنزل وخارجه .
وأن يكون الهدف الحقيقي للدراسة هو تحقيق التفوق وليس النجاح فقط ، وأن يقدر طلابنا في داخلهم حجم التعب والأعباء التي يتحملها الأهل منذ بداية العام الدراسي مرورا بتفاصيل كثيرة من العمل المستمر والمجهد في غالبيته لتأمين متطلباتهم من طعام وشراب وكساء ودروس خصوصية وشراء أسئلة دورات ونوط وغيرها .
وكذلك تعب الكادر التدريسي من إدارة ومعلمين ومعلمات ومدرسين ومدرسات ،وهم يتحملون على مدار السنة نزق ومزاجية طلابنا في مراهقتهم وفوضى لباسهم وانضباطهم وإهمال بعضهم لواجبهم.
أن يضع طلابنا نصب أعينهم كيف يدخلون لحظات السعادة إلى قلوب محبيهم من أسرهم وأقاربهم وأصدقائهم حين تصدر النتائج ويكونون من المتفوقين ..وهذه تكون الهدية الحقيقية التي يردّون فيها الجميل لجميع الأطراف ، التي شاركتهم عوامل نجاحهم الذي يصب في خدمة المجتمع والوطن الذي يستحق العقول السليمة البنّاءة .
غصون سليمان
التاريخ: الأثنين 8-4-2019
رقم العدد : 16951