لايفترض ان تصل إلى مرحلة تحاول الامساك بكتفك لإيقاف هزاته المتتالية..!
مرة في اليوم مقبولة, وقد لانحتاجها سوى اسبوعيا.. المهم أننا نحتاجها, بين حين وآخر..
الشيء الجميل في هزات الكتفين, أنه يمكن استحدامها دون أن ينتبه أحد, هزة خفيفة تفي بالغرض, ولكنها إن بقيت مجرد حركة خارجية سيكون لامعنى لها, ستبدو طفولية, ساذجة..
اما حين تأتي وهي مرتبطة بداخلك, فالأمر مختلف, أين يكمن اختلافه؟
حينها هذه الهزة تقول لنا لاداعي للقلق, لايمكن لكل شيء أن يكون على مايرام, ولكن من يبالي.. ؟
قد نتجاوز المشكلة في مرات تالية.. قد نتعامل بشكل أفضل..,.. لايمكن لكل شيء أن يكتمل, كل ماعلينا فعله, الاستفادة من اخطائنا ومن فشلنا..
تبدو الحياة في لحظات كثيرة مهما بلغنا من العمر, كأنها مختبر تجريبي, خشبة مسرحية.. ولكن من الصعب جدا, أن تجرب, أن تؤدي دورك على هذا المسرح, وأنت مهزوز, قلق, متبرم من الحياة.. فاقد التركيز.
نفحة من قلة الاكتراث.. تبعد عنا هيبة الكمال التي نطمح إليها, فنبدو ونحن نحاول الاقتراب منها موجوعين.. ولكن من قلب التعاسة تزهر حياتنا, كربيع لاينتهي, بل ربما تكون كمرشد روحي يفتح عيونك على وهم حقيقي, يمتعك أبداً..!
لماذا ونحن في أشد حالات انهيارنا, لانحاول أن نجعل أصعب مشكلة, مجرد تجربة مثيرة, لماذا لانقنع ذاتنا أننا نعيش عالما من خيال يتوسع كظلال باهتة على وشك الاضمحلال تاركين اياها خلفنا, فالمعنى أحيانا يكمن في اللاجدوى..
ان اعتبرناها لحظات ستمر.. قد تفشل حينها في احاطتنا بأسوار تجعلنا اناسا مغلوبين على أمرهم, كأنهم في غرفة صغيرة تمتلئ برفوف يعلوها الغبار, ما أن تجتهد لتمسح أحدها, حتى تهب الرياح لتنثر غبار ماكر لاينتهي مفعوله بمسحه.. بعناد رهيب.. هي لاتتقصد, الأمر مجرد لعبة تسخر من اصرارنا اللامجدي.. على مسح غبار سيتراكم سريعا.. مرة أخرى ماأن تفكر بفتح نوافذنا صباحا..!
سعاد زاهر
soadzz@yahoo.com
التاريخ: الأثنين 8-4-2019
رقم العدد : 16951