اللعب بالمصائر

 

 

 

يدرك دونالد ترامب رئيس الولايات المتحدة الأميركية قبل غيره أنَّ مهمته تتركز على ضرب الثوابت والأعراف الدولية وخرق ميثاق الأمم المتحدة وعدم احترام الاتفاقيات والمعاهدات الدولية، فضلاً عن عدم الالتزام الأخلاقي والقيمي المادي والمعنوي بمبادىء ويلسون الأربعة عشر، التي تؤكد الحقوق السياسية للدول في خياراتها الوطنية وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول، في ظل المواقف الداعمة من الدول العظمى المفترض أن تكون الأكثر حرصاً على تطبيق الإجراءات الكفيلة بالحفاظ على الأمن والسلم والاستقرار في جميع بقاع الأرض.
ويبدو أن الإدارات الأميركية المتعاقبة عملت على مخالفة إعلان مبادئ رئيسها الأسبق ويلسون، ولكن وفق إجراءات تصعيدية ومتسلسلة وصولاً إلى الحقبة الترامبية التي تظهر الجوهر الأسوأ والأشد توحشاً للإمبريالية العالمية، حيث تتنصل دولة عظمى من التزاماتها القانونية والأخلاقية غير عابئة بالنتائج الكارثية التي قد تضع العالم أمام حرب عالمية جديدة، فما بدأه ترامب مع قضية القدس ونقل السفارة الأميركية إليها وتابعه من الإقرار بتبعية الجولان السوري المحتل للعدو الصهيوني إنما يمثل خطوات مؤامراتية مدروسة في إطار ما أعلنه عن صفقة القرن غير المعلن عن تفاصيلها وبنودها رسمياً، والذي يتم تسريب مضامينها عبر أجهزة الإعلام الغربية والصهيونية في ممارسات تعكس ضغطاً منظماً، قد تكون أول مؤشراته العدوانية عقد جلسة لمجلس وزراء كيان الاحتلال الصهيوني في الجولان السوري المحتل في السابع عشر من نيسان عام ٢٠١٦ كمؤشر لتنفيذ خطة عدوانية مبرمجة تستغل حالة الضعف العربي، وتهافت الأنظمة الرجعية العربية على إقامة علاقات مباشرة وتنفيذ عمليات تنسيق أمني على مستوى أجهزة الاستخبارات الخليجية وغيرها.
وهكذا يعطي ترامب وإدارته المظلة العدوانية للعدو الصهيوني في محاولة لضرب قوة تماسك محور المقاومة مستخدماً العقوبات الاقتصادية سلاحاً ومجبراً دول الاتحاد الأوروبي على الالتزام المطلق بتلك العقوبات.
وكانت انطلاقة إدارة ترامب شديدة العداء منذ اللحظات الأولى لدخوله البيت الأبيض وإلغاء الاتفاق النووي مع الجمهورية الإسلامية الإيرانية على الرغم من كون ذلك الاتفاق اتفاقاً دولياً تم اعتماده في مجلس الأمن الدولي ومنظمة الأمم المتحدة.
ولم يقتصر الأمر على فلسطين وسورية وإيران بل تعداها إلى فنزويلا عبر إجراءات عدوانية تتقاطع مع العدوان على سورية خارج إطار الأمم المتحدة والشرعية الدولية تدخلاً سافراً وموصوفاً يضيف المزيد من التوتر إلى العلاقات الدولية، الأمر الذي ينذر بمواجهات مستقبلية، إذ إن الدول المتضررة لن تتحمل طويلاً فتحصل المواجهات العسكرية، وعندها لن يكون بمقدور كيان العدوان الصمود أمام مواجهات حربية ستدفع بالمستوطنين للرحيل إلى أوروبا والبلدان التي أتوا منها محققين بذلك نبوءة انتهاء كيان العدوان، فهل يتعظ ترامب ومنظرو الصهيونية من النتائج المؤكدة التي تنهي الوجود الصهيوني من أساسه؟

مصطفى المقداد

التاريخ: الأثنين 8-4-2019
رقم العدد : 16951

آخر الأخبار
وزير الطوارئ يبحث مع وزير الخارجية البريطاني سبل مكافحة حرائق الغابات تحية لأبطال خطوط النار.. رجال الإطفاء يصنعون المعجزات في مواجهة حرائق اللاذقية غابات الساحل تحترق... نار تلتهم الشجر والحجر والدفاع المدني يبذل جهوداً كبيرة "نَفَس" تنطلق من تحت الرماد.. استجابة عاجلة لحرائق الساحل السوري أردوغان: وحدة سوريا أولوية لتركيا.. ورفع العقوبات يفتح أبواب التنمية والتعاون مفتي لبنان في دمشق.. انفتاح يؤسس لعلاقة جديدة بين بيروت ودمشق بريطانيا تُطلق مرحلة جديدة في العلاقات مع دمشق وتعلن عن دعم إنساني إضافي معلمو إدلب يحتجون و" التربية"  تطمئن وتؤكد استمرار صرف رواتبهم بالدولار دخل ونفقات الأسرة بمسح وطني شامل  حركة نشطة يشهدها مركز حدود نصيب زراعة الموز في طرطوس بين التحديات ومنافسة المستورد... فهل تستمر؟ النحاس لـ"الثورة": الهوية البصرية تعكس تطلعات السوريين برسم وطن الحرية  الجفاف والاحتلال الإسرائيلي يهددان الزراعة في جنوب سوريا أطفال مشردون ومدمنون وحوامل.. ظواهر صادمة في الشارع تهدّد أطفال سوريا صيانة عدد من آبار المياه بالقنيطرة  تركيا تشارك في إخماد حرائق ريف اللاذقية بطائرات وآليات   حفريات خطرة في مداخل سوق هال طفس  عون ينفي عبور مجموعات مسلّحة من سوريا ويؤكد التنسيق مع دمشق  طلاب التاسع يخوضون امتحان اللغة الفرنسية دون تعقيد أو غموض  إدلب على خارطة السياحة مجدداً.. تاريخ عريق وطبيعة تأسر الأنظار