لاشك أن تفعيل الحل السياسي، يرتبط بشكل مباشر مع النيات الغربية المبيتة أولاً، وممارسات الجهات والكيانات التي تعمل تحت الإمرة الأميركية، وتقود حرباً بالوكالة ضد سورية ثانياً، ولهذا سوف يبقى الحديث عن ذلك الحل متشعباً ومرتبطاً بشكل وثيق مع تطورات الأوضاع إقليمياً وعربياً ودولياً، وبالتالي فإن نجاحه سينعكس إيجاباً على كثير من القضايا العالقة، بينما فشله سوف يلقي بظلال قاتمة على المشهد، قد تدوم عواقبها السلبية أعواماً إضافية، وستساهم حكماً في تعقيد تلك القضايا.
فبالنسبة للغرب الذي تقوده أميركا إلى المجهول، لا تروق لها أي حلول مطروحة، لأن ذلك سيقلص نفوذها في المنطقة، ويحدد دورها وأماكن وجودها، وسوف تقل بشكل آلي فرصها في الاستحواذ والسيطرة على قرار الأنظمة وملحقاته، ولهذا تراها في كل مرة تخرج من الباب لتعود من النافذة، وهي تدفع بأتباعها إلى الواجهة عبر الوعود التي تمنيهم فيها، كي لا تبقى في عين العاصفة، وكي لا توجه لها اتهامات العرقلة والإعاقة، وما إيذانها للتابع البريطاني بتشكيل فصيل إرهابي مسلح جديد من العملاء في الجنوب، والتحريض على عودة العمليات الإرهابية في المناطق القريبة من أراضي الجولان المحتل بالتزامن مع قرار دونالد ترامب الجائر إلا تأكيد على امتطائها موجة التصعيد والاستمرار بإطالة أمد الحرب العدوانية على سورية، دون أن ننسى عزفها المتواصل على وتر الانقسامات بين الفصائل والعملاء على حد سواء، وتسخير تلك الخلافات لمصلحتها عبر عمليات الابتزاز والضغط لتحصيل المزيد من المكاسب.
أما بالنسبة لأتباع ووكلاء أميركا، فتركيا لم تلتزم حتى الآن بالاتفاقات التي وعدت فيها كجهة ضامنة في اجتماعات آستنة، ومازالت تميل مع الريح وتناور لتحقيق بعض الأهداف، متجاهلة أن القطار فاتها ولن تلحقه مهما لهثت وراءه، وتراها تتذرع مرة بأخطار مزعومة على حدودها، ومرة بانعدام القدرة في السيطرة على إرهابييها، علماً بأن التنسيق كامل بين الطرفين، وهي لا تزال تنفخ في رمادهم كلما ضاق بها الوقت أو دعت إلى ذلك الحاجة، غير مدركة أن ألاعيبها لن تنطلي على أحد و باتت مكشوفة للجميع.
أنظمة الأعراب التي ما انفكت تدعم الإرهاب أيضاً، لا تزال تنتظر المعجزات لعل وعسى تتغير عناصر المعادلة، وتصحو على نتائج مرضية لها بعد كل تلك الإخفاقات التي منيت بها، وحلت بعصاباتها، في وقت استيقظت فيه أطراف أخرى على التطبيع مع الكيان الصهيوني الذي يعول أيضاً على انقلاب مفاجئ في نتائج المعارك التي ستقفل ملف الإرهاب بشكل نهائي، وعندها لن يفيده تحويل الأنظار عبر اعتداء هنا وعدوان هناك.
كتب حسين صقر
التاريخ: الجمعة 12-4-2019
الرقم: 16955