المتابعون للدوري عندنا والمسمى بالممتاز، يدهشهم ذلك المستوى المتواضع في معظم المباريات، فنادراً ما نشاهد مباراة جيدة متكاملة الأركان بدءاً من ملعب جيد وفريقين يقدمان أداءً عالياً، ولاعبين يعرفون الأصول في اللعب، فتسود الروح الرياضية والمنافسة الشريفة والجميلة، وإدارات تؤدي عملها باحترافية تعكس حسن الإدارة وحكمة القيادة.
طبعاً هناك عدة عوامل أوصلتنا إلى هذا المستوى فنياً ومعنوياً، وهذه العوامل السلبية يمكن علاجها حتماً وبسهولة لو أن القيادة الرياضية مع الاتحاد المعني وإدارات الأندية تعاونوا على ذلك، الأمر الذي سيطور مسابقاتنا المحلية والارتقاء بالمستوى والمنافسة، والتعاون يكون بالقيام أولاً بالواجبات من جانب كل طرف، فالقيادة الرياضية عليها أن تؤمن البنية التحتية من ملاعب و مرافق عامة وعوامل مساعدة كرجال حفظ النظام والإسعاف والخدمات في الملاعب. واتحاد اللعبة عليه أن يطور التحكيم والمدربين والمراقبين، وكذلك تطوير المسابقة بالشكل الذي يمنع التلاعب بالنتائج، وتطوير لائحة العقوبات وخاصة في موضوع التعرض للحكام والاعتراض وسوء السلوك سواء من اللاعبين أم الإداريين والمدربين وكذلك الجمهور.
أما إدارات الأندية فمطالبة بإقامة ندوات تثقيفية للاعبيه أولاً، وهذا يكون منذ الصغر والفئات العمرية والقواعد، بحيث ينشأ اللاعب وهو يتمتع بالثقافة التي تجعله يهتم بأدائه عارفاً أن الرياضة فوز وخسارة، وأن الاعتراض على التحكيم مرفوض وغير ذلك من الأمور، وكذلك إقامة ندوات خاصة بالجمهور لنرى التشجيع المثالي الذي يجعل من المباريات جميلة وحضارية.
وبالطبع فإن الاتحاد الرياضي العام وهو يملك الميزانية الكبيرة مطالب وبشدة بدعم الأندية، ونعرف أن أمولاً كثيرة تأتيه كمساعدات من الحكومة، وكذلك من الاستثمارات اللا محدودة، وبالمقابل هناك هدر ووضع الكثير من المال في جوانب ليست أهم، على حساب الأندية والألعاب، والمال هو الأساس كما هي الأندية حجر الزاوية في البناء الرياضي، وهذا الجانب يجب التركيز عليه، لأنه مؤثر ومؤثر جداً في التطور والبناء، وبقدر ما تكون الأندية قوية مادياً بقدر ما تكون قادرة على العطاء والعمل وتقديم فرق منافسة في كل الألعاب، والمؤسف أن الأندية لا تحظى من الاتحاد الرياضي والعام بالاهتمام اللازم والحقيقي.
هكذا يكون الارتقاء بكرتنا التي تحدثنا عنها وضربناها مثالاً، لأنها الواجهة واللعبة الشعبية الأولى.
هشام اللحام
التاريخ: الجمعة 12-4-2019
الرقم: 16955