حين يطفح الكيل..!!

تشكل العربدة الإسرائيلية الأخيرة فصلاً إضافياً من فصول العدوانية الإسرائيلية، التي بدت حمالة وجوه ورسائل في اتجاهات عدة، لجهة التوقيت والطريقة والأسلوب والمنحى، في وقت لا تغيب الاستنتاجات المباشرة في إعادة تأكيد الصلف الإسرائيلي بعد الانتخابات، وتعويم نتنياهو مجدداً.
المنحى الأول يبدو داخلياً بامتياز، ويريد من خلاله أن يرضي عتاة المتطرفين ممن يحتاجهم لتشكيل الحكومة الجديدة، بحيث يملي شروطه عليهم، قبل أن يفكروا في طرح المزيد منها، في لعبة باتت مفضوحة وفاضحة..!!
المنحى الثاني دولي، ولا يمكن إغفال العامل التحريضي منه، باعتباره بوابة الضغط، التي يريد من خلالها التهرب من التزامات شكلت أحد وجوه المساومة على تعويمه، فيما العربدة وتداعياتها ستغلق الباب على ما مضى، وتشرعه أمام البحث عن تطويق آثارها المباشرة، حيث تطرح قواعد جديدة، تلغي ما سبقها.
المنحى الثالث ببعده الإقليمي، الذي أرادت من خلاله إسرائيل أن تقول إن قواعد الاشتباك السائدة لا تزال تخضع لمعايير الحسابات الإسرائيلية، وحرية الحركة المغطاة بضوء أخضر أميركي في ممارسة العربدة بكل الاتجاهات والمستويات، والمسكوت عنها دولياً، بما في ذلك تلك التي كانت تنظر بعين الريبة والانتقاد إلى تلك العربدة التي غاب عنها حتى التحذير من عواقبها.
فالمحسوم أنَّ نتنياهو لم يقدم على عربدته الأخيرة من باب المصادفة، بقدر ما كانت متعمدة لجهة التوقيت، التي أراد من خلالها كشف حساب مبكر مع خصومه ومحسوبيه من جهة الداخل الإسرائيلي، وتحاكي معها الخارج، حيث سيقيس على أساسها طريقة التعاطي مع الملفات المؤجلة، أو التي كان قد تمَّ ترحيلها إلى ما بعد الانتخابات الإسرائيلية، وبعضها على الأقل آن أوان استحقاقها.
الفرق لا يتوقف على المحاكاة الإسرائيلية في عربدتها تلك على السياق السياسي وردة الفعل، بل ينسحب على كامل المشهد الإقليمي، باعتباره عدواناً موصوفاً في موقعه واستهدافه، ويفتقد الذرائع التي كان يسوقها لتبرير عدوانه المتواصل، وهو ما يترك الحبل على غاربه لجهة التداعيات والاحتمالات، التي كانت ممسوكة في الماضي بقواعد اشتباك انتهى العمل فيها، حيث تتجاوز في مفاعيلها المشهد التقليدي في الإدانة والاستنكار، وتصل حدّ المباشرة في خطوات عملية، ومن العيّنة ذاتها، والتي لن تكتفي بقلب الطاولة، بل ستعيد تشكيل الكثير من المعادلات وترتيب العديد من الحسابات.
العربدة التي أقدم عليها نتنياهو، تضع نقطة ومن أول السطر وتبتدئ فصلاً جديداً منفصلاً عن سابقه، وإن كان متصلاً لناحية ما راكمه، لكنه بالتأكيد يختلف في الطريقة والأسلوب والوسيلة والأدوات والمحاكاة عن سطوره السابقة، حيث يرتسم المشهد من تداعيات التوصيف الإسرائيلي ذاته، ولن ينتهي عند حدود الخطوط الحمر التي انتهت صلاحية استخدامها.
الكيل طفح، والكأس لم تعد تتّسع، ونقطة البداية في السطر الجديد أنَّ ما بعد العربدة ليس كما قبلها، وما يعول عليه نتنياهو يزيد من هشيم المشهد الإقليمي، الذي يتداعى أمام ناظريه، فأمر الغد بات مطلوباً اليوم، وما كان مؤجلاً أصبح مستحقاً وملحاً وضرورياً، وهو في صلب الأولويات التي تعيد ترتيب اصطفافها كجزء من المواجهة، وربما في صلبها، حيث ذراع العدوان الإسرائيلي لا بدَّ من كسره وكفّ اليد التي تحميه..!!

الافتتاحية
بقلم رئيس التحرير: علي قاسم
a.ka667@yahoo.com
التاريخ: الأحد 14-4-2019
رقم العدد : 16956

 

آخر الأخبار
السفير الضحاك: عجز مجلس الأمن يشجع “إسرائيل” على مواصلة اعتداءاتها الوحشية على دول المنطقة وشعوبها نيبينزيا: إحباط واشنطن وقف الحرب في غزة يجعلها مسؤولة عن مقتل الأبرياء 66 شهيداً وأكثر من مئة مصاب بمجزرة جديدة للاحتلال في جباليا استشهاد شاب برصاص الاحتلال في نابلس معبر جديدة يابوس لا يزال متوقفاً.. و وزارة الاقتصاد تفوض الجمارك بتعديل جمرك التخليص السبت القادم… ورشة عمل حول واقع سوق التمويل للمشروعات متناهية الصغر والصغيرة وآفاق تطويرها مدير "التجارة الداخلية" بالقنيطرة: تعزيز التشاركية مع جميع الفعاليات ٢٧ بحثاً علمياً بانتظار الدعم في صندوق دعم البحث العلمي الجلالي يطلب من وزارة التجارة الداخلية تقديم رؤيتها حول تطوير عمل السورية للتجارة نيكاراغوا تدين العدوان الإسرائيلي على مدينة تدمر السورية جامعة دمشق في النسخة الأولى لتصنيف العلوم المتعدد صباغ يلتقي قاليباف في طهران انخفاض المستوى المعيشي لغالبية الأسر أدى إلى مزيد من الاستقالات التحكيم في فض النزاعات الجمركية وشروط خاصة للنظر في القضايا المعروضة جمعية مكاتب السياحة: القرارات المفاجئة تعوق عمل المؤسسات السياحية الأمم المتحدة تجدد رفضها فرض”إسرائيل” قوانينها وإدارتها على الجولان السوري المحتل انطلقت اليوم في ريف دمشق.. 5 لجان تدرس مراسيم و قوانين التجارة الداخلية وتقدم نتائجها خلال شهر مجلس الشعب يقر ثلاثة مشروعات قوانين تتعلق بالتربية والتعليم والقضاء المقاومة اللبنانية تستهدف تجمعات لقوات العدو في عدة مواقع ومستوطنات “اللغة العربيّة وأثرها في تعزيز الهويّة الوطنيّة الجامعة”.. ندوة في كلية التربية الرابعة بالقنيطرة