ثورة أون لاين -معد عيسى:
خرجت أزمة المشتقات النفطية من إطارها المحلي إلى الإطار الخارجي بعد أن أدرك الشارع السوري ولمس الآثار الكارثية للعقوبات المفروضة على الدولة والشعب السوري .
فبعد أن كان المزاج الشعبي يُشكك في الإجراءات والمعالجات الحكومية انتقل اليوم الى السؤال عن دور الأصدقاء والشركاء في محاربة الإرهاب ولا سيما الشريك الروسي لأن الشريك الإيراني يتعرض لنفس العقوبات .
لوم الشارع للشريك الروسي يذهب باتجاهين ، أو ذو شقين الأول يتعلق عن غياب الروس في تزويد الدولة السورية بالنفط الخام والمشتقات النفطية ، والثاني عن دور الروس في معركة تحرير الجزيرة السورية منابع النفط السوري والسلة الغذائية لسورية .
تحميل الروس مسؤولية غياب المشتقات النفطية نابع من معرفة الشارع السوري لإمكانيات الروس النفطية وقدرتهم على نقل النفط الى أي وجهة يريدونها ولا سيما أن استهلاك ليس بالكبير ويكفي ناقلتين شهريا وحتى ناقلة واحدة تكفي ، أما الحالة الثانية لتحميل الشارع السوري للروس مسؤولية أزمة المشتقات النفطية فهو نابع من علاقة الروس مع كل الأطراف المتصارعة في سورية من تركيا مرورا بقسد وصولا إلى الاميركان ، فروسيا هي الشريك و الضامن للدولة السورية وعليه يجب أن تقدم الدعم وان تمنع ما يقع على الشعب السوري .
ما يدور في السياسة يختلف عما يدور في الشارع ، وما يبنيه السياسيون على معطيات لا يعرفها الشارع يجب ألا يدفع الشارع ثمنها ، فالشارع السوري الذي وقف إلى جانب الجيش العربي السوري في معركة مكافحة الإرهاب جاهز لتحمل كل الأعباء على مبدأ الوضوح في التعاطي ، وعليه يجب أن يعرف الشارع السوري حقيقة الموقف الروسي مما يعانيه الشعب السوري .