حدّثت ثلاث منشآت.. وقريباً أول معمل «عام» لأطباق الكرتون..الدواجن: عودة تدريجية إلى مكاننا المميز على خريطة الإنتاج والتصدير العربي
بالأمس كانت المنشآت التابعة للمؤسسة العامة للدواجن منتشرة على امتداد المساحة الجغرافية السورية من القنيطرة والسويداء وحمص وحماة واللاذقية وطرطوس وريف دمشق والحسكة والرقة وحلب والمعرة، وبالأمس كان قطاع الدواجن السوري «العام والخاص» يتصدّر خارطة التصدير العربية لمادة بيض المائدة، واليوم وبعد ثمان سنوات من الإجرام والإرهاب الذي تناوبت العصابات الإجرامية المسلحة، تم تسجيل أربع من أكبر المنشآت في كل من الحسكة والرقة وحلب والمعرة بشكل كامل من العملية الإنتاجية.
خط سير العملية الإنتاجية في قطاع الدواجن سجل أيضاً عزوفاً كبيراً من قبل مربي القطاع الخاص نتيجة إرهاب المجموعات التكفيرية المسلحة، ما أثر سلباً وتراجعاً في مؤشر الكميات المنتجة، وتنازل هذا القطاع وبشكل مؤقت عن المركز الأول على خارطة الإنتاج العربي كمّاً ونوعاً، والوقوف عند عتبة تأمين كامل حاجة السوق المحلية من مادة بيض المائدة والفروج.
هذا التوقف العارض والطارئ سرعان ما سجّل تحركاً باتجاه إعادة عجلة الإنتاج «الكمي والنوعي» إلى الدوران، والانتقال بشكل سريع لا متسرع إلى مرحلة التعافي المبكر ومنها إلى إعادة البناء والإعمار، من خلال النجاحات التي تم تحقيقها في هذا القطاع حيث كانت المحطة الأولى باتجاه استيراد حضانات ومفاقس من إحدى الدول الأوروبية وتركيبها في منشآتي دواجن صيدنايا في ريف دمشق « حضانتين وثلاثة مفاقس» وحمص « ثلاث حاضنات وفقاسة»، إلى جانب صيانة وإصلاح الحاضنات والفقاسات القديمة، بالشكل الذي من شأنه زيادة نسب تفقيس صوص الفروج وصوص البياض ومضاعفة الكميات المنتجة بنسبة تتراوح بين «10 و15 %» والتخفيف ما أمكن من الهدر في جميع المنشآت التابعة للمؤسسة العامة للدواجن.
هذا كله وغيره ما كان له ليتحقق لولا جرعات الدعم الحكومية المستمرة والتي لم تتوقف حتى تاريخه، وهذا ما مكن المؤسسة العامة للدواجن للانتقال باتجاه توسيع وتطوير وتحديث مشروع زاهد التابع لمنشآة دواجن طرطوس وتحديداً حظائر الإنتاج البالغ عددها ثلاث حظائر التي سبقها تركيبها وتجهيز حظائر الرعاية (ثلاث حظائر أيضاً) بطاقة استيعابية تصل إلى 150 ألف صوص بياض في الدورة الإنتاجية الواحد مقابل 40 ألف صوص بياض في الدورات الإنتاجية السابقة.
تحرك مؤسسة الدواجن لم يتوقف أيضاً عن اتخاذ الإجراءات اللازمة لمواجهة موجات الحر والصقيع، ولا بكسر حاجز استيراد قطعان صوص التربية للقطاعين العام والخاص على حد سواء بنوعية ممتاز وإنتاجية عالية، التحرك امتد ليشمل تحديث وتطوير منشأة دواجن السويداء، ووضع دراستي الجدوى الاقتصادية والفنية لمنشأة دواجن جديدة في منطقة صلخد لتكون بذلك هذه المنشأة الثانية من نوعها في محافظة السويداء، يضاف إلى كل ذلك اقتراب موعد قص الشريط الحريري لمعمل لأطباق البيض الكرتونية في محافظة حماة «شهر على أبعد تقدير» وذلك كأول معمل من نوعه للقطاع العام بطاقة إنتاجية تصل إلى 15 مليون طبق سنوياً، إضافة إلى تأمين المواد العلفية واللقاحات البيطرية.
مدير عام المؤسسة المهندس سراج خضر أكد أن كل ما تم تسجيله خلال سنوات الحرب الجائرة التي تتعرض لها البلاد منذ ثماني سنوات، وكل الدعم الذي حظي به القطاع ساهم زيادة العرض على المادة وخلق حالة (من خلال التدخل الإيجابي) من التوازن السعري وكسر حدة الأسعار بالشكل الذي انعكس إيجاباً على الموطن، وعزز من صمود العاملين في قطاع الدواجن وتحديداً المربين وتمسكهم أكثر فأكثر بالعملية الإنتاجية بالشكل الذي يمكن معه ومن خلال تضافر كل العاملين في القطاع (العام والخاص على حد سواء) دفع عجلة العملية الإنتاجية قدماً إلى الأمام باتجاه عودة القطاع وبشكل تدريجي مكانه المميز على خارطة الإنتاج العربي كمّاً ونوعاً، وعودة شريحة كبيرة من المربين إلى ممارسة نشاطهم الإنتاجي بعد عزوفهم القسري عن التربية نتيجة أعمال التخريب والترهيب التي تقوم بها العصابات الإرهابية التكفيرية المسلحة، وتأمين مادتي صوص الفروج والبياض في السوق الداخلي (باعتبارهما من المواد الأساسية الأولوية لعملية التربية)، والمحافظة على القطع الأجنبي الذي كان يتم رصده وبشكل دوري لاستيراد هذه المواد، مبيناً أن دور المؤسسة يمتد إلى أبعد من ذلك لاسيما لجهة تقديم كل ما يلزم لتذليل كل الصعاب والمعوقات التي تعترض ديمومة العملية الإنتاجية في هذا القطاع الذي يلعب دوراً مهماً في الاقتصاد الوطني من خلال مساهمته في الأمن الغذائي وتوفير حاجة السوق المحلية من منتجات الدواجن بما يخدم أكبر عدد ممكن من المربين، رغم العقوبات والحصار الاقتصادي الظالم.
الثورة – خاص:
التاريخ: الاثنين 15-4-2019
الرقم: 16957