السهام الطائشة..!

 

 

 

 

 

ثمة ظاهرة اتسعت دائرة انتشارها، وتصبح أحياناً مصدراً للقلق، وهي عندما يرتبط التقويم بالمصالح الشخصية فيقوم البعض بتلفيق المعلومات والوقائع لتسويد صحائف غيرهم ويذهبون إلى أبعد من ذلك عندما ينسجون قصصاً وحكايات للشخص المستهدف كي يصبح من رموز الفساد بعد أن كان مثالاً للنزاهة، ويصبح مهملاً وفاشلاً في عمله بعد أن كان بطل إنتاج، ويصبح منحرفاً وله علاقات غير أخلاقية بعد أن كان مثالاً للشرف والأخلاق العالية.
أما الوجه الآخر لهذه الظاهرة فهو أكثر خطورة عندما يرتبط كل هذا التحول بفعل ما أصاب صناع الملفات الملفقة، كأن يقوم فجأة موظف ليهاجم مديره ويكون الدافع هو إعفاء الموظف من عمل أو مهمة ما لأسباب موجبة. أو أن يتهم مدير مدرسة كل المسؤولين لأنه أعفي من الإدارة لفشله، أو أن يصبح الوزير فاسداً لأنه أعفى مديراً أو حتى عاقب موظفاً لأسباب موضوعية وموجبة أيضاً. الأمر ببساطة أن البعض يتوهمون بأنهم بمنأى عن المحاسبة وأنهم وحدهم الذين يسألون ولا يجوز أن يسألهم أحد. ينتقدون ويلفقون على من يعمل وهم لا يعملون، يتصيدون أخطاء غيرهم بينما ممارساتهم الخاطئة متراكمة كالجبال.
وإذا كان أحد أهم عوامل انتشار هذه الظاهرة السقف المفتوح لوسائل التواصل الاجتماعي فإن الأهم والأخطر هو السقف المفتوح أيضاً لدى بعض الجهات الرقابية وبعض أصحاب القرار لأن من يستقبل أو يسمع دون أن تكون لديه وقائع ومعطيات مؤكدة يتيح لمثل هؤلاء أن يستمروا في التضليل والتلفيق لدرجة أننا في بعض الأحيان يذهب بنا الظن إلى أن القوة الغالبة هي قوة التضليل والتلفيق وتسويد صحائف الآخرين من أجل تبييض صحائف الانتهازيين. وفي وقائع الحياة اليومية سواء على الفيسبوك أم من خلال التقارير الكيدية أمثلة كثيرة عن الذين يتعرضون للسهام الطائشة المسمومة.
هذه الظاهرة تطرح من جديد ضعف الرقابة وغياب الفرز الحقيقي بين من يعمل ومن لا يعمل كي نقطع الطريق على هواة الملفات المفاجئة المرتبطة بتضرر المصالح الشخصية. وكي لا يصبح التشهير والتلفيق وسيلة لتلويث كل ما هو جميل والأهم ألا يقع المستهدف فريسة للشعور باليأس والإحباط، ولا ننسى أن المحاسبة هي نوع من العدل.
يونس خلف

 

التاريخ: الثلاثاء 16-4-2019
رقم العدد : 16958

آخر الأخبار
قيمتها بالمليارات .. المجتمع الأهلي يزود مستشفى جاسم بتجهيزات طبية من قصر العدل بحلب.. انطلاق أولى جلسات المحاكمة العلنية لأحداث الساحل بين نيّة التنظيم ومعاناة المراجعين.. ازدحام في مديرية النقل بحلب زيارة الشرع إلى "البيت الأبيض".. مأزق جديد للسياسة الإسرائيلية تجاه سوريا جهود يبذلها قسم كهرباء جبلة رغم الصعوبات جولات معاصر "قطنا" لمراقبة جودة زيت الزيتون "تربية حلب" تبدأ طباعة وثائق الناجحين في امتحانات الشهادة الثانوية  جولة لوفد مشترك من وزارتي الدفاع السورية والروسية في الجنوب الأسواق لا تستجيب لتخفيض أسعار المحروقات.. الرقابة "غائبة" هل سبب انخفاض المادة بالأسواق الفروج "المجمد"..؟    استراتيجية 2026-2030.. الرئيس الشرع يضع ملامح الاستراتيجية المصرفية الجديدة الذكاء الاصطناعي سلاح "داعش" الجديد الاقتصاد بعهدة المصارف إلى أين تمضي سيرياتيل ؟ مهندسون قيد الانتظار صندوق النقد الدولي يعلن برنامج تعاون مكثفاً مع سوريا زيارة الشرع إلى "المركزي".. نظرة على تحركات الاقتصاد الكلي غير مسبوقة منذ 1956.. ما أهمية الزيارة ع... في خطوة غير مسبوقة.. بريطانيا تضع حاملة الطائرات تحت قيادة "الناتو" الوجه المظلم لإعلانات التوظيف: رواتب مغرية والوهم سيد الموقف! من الحلم إلى الخداع.. عالم إعلانات ال... ما الشكل الأمثل للدوري الكروي هذا العام ؟