ما بين الرابع عشر من نيسان 2019م والسابع عشر منه، الذكرى الأولى لتحرير الغوطة الشرقية من الإرهاب والذكرى 73 لإجلاء المستعمر الفرنسي عن سورية، تعيد سورية التأكيد على التمسك بالقواعد الوطنية والثبات على المبادئ كنهج وطني مقاوم ومستمر لصون السيادة والاستقلال في مواجهة الإرهاب المتلون بين عقود التاريخ، والمتسلل عبر الفكر التكفيري لمحاولة إنتاج الفوضى القديمة بأساليب أكثر همجية وعدوانية وخبثاً.
هذا الشعاع من التحرير والانتصار والجلاء ما كان له أن يكون لولا التمترس خلف قوة الشعب، كركيزة أساسية وسند حقيقي في عملية المواجهة وكسر كل أنواع التحديات والضغوط والحروب، وهو ما تستند إليه سورية حالياً في معركتها ضد الإرهاب وشتى أنواع المواجهة والحصار الذي تتعرض له من الحلف الأطلسي الصهيوأميركي تركي، ولذلك يسعى هذا الحلف للتآمر على حياة هذا الشعب المتمسك بالمواجهة، لخلق المزيد من الفوضى لإضعافه وكسر قوته وشوكته، وبالتالي محاولة تمرير مخططات الدماء والتقسيم والمجهول.
فأعداء اليوم هم أعداء الأمس، وأنظمة أميركا وفرنسا وتركيا لا تستسيغ رؤية سورية قوية تتحرر وتنتصر وتبصم بسلاحها الشعبي الرافض لوجودهم وهيمنتهم على أوراق إفلاسهم وعجزهم عن النيل من اختراق وطنيتها وقرارها، لذلك يحاولون إحياء جثثهم المدفونة بين هذه التواريخ السورية المنتصرة، بالتحضير لافتعال المزيد من النفاق والكذب والتضليل (لكيماوي ضال ومنافق) عبر أدواتهم في إدلب ضد الجيش العربي السوري، لكسر الحصار عن أنفاسهم المحاصرة هناك أولاً، حيث استعداد الجيش لتحريرها والرد على خروقاتهم العدوانية يثير هلع جنون الأصلاء.
وعدوان نتنياهو الصاروخي الأخير على حماة لن يفك القيد السوري عن رقبته الصهيونية، كما أن هذا القيد لن ينفك عن رقبة أردوغان المخادع، الأسيران لأوهامهما العدوانية، فصخرة تاريخ إجلاء الفرنسي، ترصد برجال الجيش العربي السوري وقت الحصاد المناسب لتفتيت وطحن تلك الأحجار والحصى المتعثرة بأوهامها في سورية، ومعهم أميركا التي تصارع أوراقها الأخيرة في مخيم الركبان وغيره، كمحاولة التمديد لإرهابيي داعش في مخيم الهول.
ومع الاحتفال بالتحرير والجلاء المتزامنين.. ظلام المتآمرين يتلاشى وفجر سورية يبزغ بجلاء أكبر يقترب.. ولا بد للحلول السياسية التي يحاولون أسرها أيضاً بممارسة الإرهاب عليها أن تتحرر معلنة قيامة انتصارها على قيودهم، وعلى المبعوث بيدرسون أن يقرأ تفاصيل التاريخ ويتعلم أبجدية سورية كي لا يلحق بـ(دي مستورا).. فكيل العرقلة طفح وفاض.
فاتن حسن عادله
التاريخ: الثلاثاء 16-4-2019
رقم العدد : 16958