الجميع يدرك تماماً حجم الحرب الشرسة التي تشنها الدول المعادية لسياسة سورية المقاومة والتي استطاع الجيش العربي السوري أن يخوض خلالها أشرس المعارك ويحقق انتصارات متتالية قلبت موازين القوى على الأرض خلال السنوات الثماني الماضية لم تكن بحسبان تلك الدول المتآمرة سواء في الداخل أم الخارج أن تحسم المعركة لصالح الدولة السورية.
وفي بلد يمتلك تلك العزيمة والإرادة لن يصعب عليه تجاوز الحرب الاقتصادية الحالية والعقوبات والحصار الجائر وإيجاد البدائل وخير مثال الصمود الأسطوري في فترة الثمانيات من خلال الاعتماد على الذات واستنهاض الموارد المحلية واستثمار العنصر البشري الذي طالما أكد للعالم أن السوري قادر على صنع المستحيل.
لذلك نحن اليوم في أمس الحاجة إلى تكاتف الجميع حكومة وشعباً ومجتمعاً أهلياً للخروج من الوضع الراهن من خلال مبادرات فردية أو جماعية يكون المجتمع شريكاً للحكومة ومساعداً لها وهذا ما بدأنا نراه بشكل عملي على الأرض من خلال حلول قد تكون متواضعة إلا أنها تسهم بالحد من حالات الاختناق والازدحام في الشارع.
فالعقوبات الحالية فرصة للاعتماد على الذات وتحقيق الاكتفاء الذاتي وهذا ما تحاول الحكومة أن تفعله من خلال سياسة اعتمدتها مع بداية العام تهدف إلى تصنيع بدائل المستوردات وإعادة توجيه مسارات الإنفاق نحو المشاريع الإنتاجية والصغيرة التي تعتمد على الموارد المحلية.
ما ينقصنا أيضاً وجود ثقافة لدى المواطن للتعامل مع أي أزمة وقد لا تكون أزمة البنزين آخرها فالعقوبات الاقتصادية الجائرة ستخلق أزمات جديدة وهنا لا نرمي بالمسؤولية الكاملة على المواطن بل لا بد من إجراءات استثنائية للحكومة تحد من أي اختناقات قادمة وفق برنامج واضح وشفاف وبعيداً عن التصريحات المرتجلة لبعض المسؤوليين فالمواطن الذي تحمل كل تلك السنوات قادر على تفهم الواقع لكن بشرط المصداقية والثقة مع حكومته.
باختصار لا بد من قيام كل جهة بدورها في الوقت المناسب ومعالجة أي أزمة قبل فوات الأوان لأن أي تأخير سيكون هو السبب الحقيقي لمعاناة المواطن، نعم نحن قادرون على تجاوز الأزمة مثلما كان الجيش العربي السوري قادراً على تحقيق الانتصارات لأن الجيش في النهاية جزء من قلوبنا.
ميساء العلي
التاريخ: الأربعاء 17-4-2019
الرقم: 16959