الاحتلال يقطع الأوصال الفلسطينية لنسف ترابطها الجغرافي.. فلسطين: المستوطنات مفخخات لنسف إمكانية إقامة الدولة الفلسطينية
وفق تخطيط عدواني ممنهج وسياسة توسعية مفضوحة تعمل سلطات الاحتلال على استغلال كافة المناسبات والأعياد وتوظفيها لأغراض سياسية تصب في مصلحة مشروعها الاحتلالي التوسعي وتعميق عملياتها الاستيطانية وتهويد الأماكن والمناطق الأثرية العربية عبر إغراقها بأعداد كبيرة من المستوطنين الصهاينة ومحاولة تغيير ملامحها بما يخدم روايتها التلمودية وإحكام سيطرتها وفرض القانون الإسرائيلي عليها، هذا الأمر أشارت إليه وزارة الخارجية الفلسطينية مؤكدة أن هذه السياسة يُطبقها الاحتلال على العديد من المواقع الدينية والأثرية والتاريخية في فلسطين المحتلة، آخرها ما تعرضت له البلدة القديمة في القدس المحتلة والبلدة القديمة في الخليل وسبسطية وبتير من إغلاق تلك المناطق وفرض تقييدات واسعة النطاق لمنع المواطنين الفلسطينيين من الوصول إليها، وسط تصعيد اعتداءاتها على المواطنين الفلسطينيين ومدارسهم وممتلكاتهم، ونصب عديد الحواجز على مداخلها، وتكثيف اقتحاماتها، كما حدث في المسجد الأقصى المبارك وما حدث في منطقة سبسطية عندما تم وضع مكعبات إسمنتية على مداخل سبسطية والبلدة القديمة في الخليل واحتجاز المواطنين والحيلولة دون وصولهم إلى أماكن عملهم هذا بالإضافة إلى إغلاق الحرم الإبراهيمي الشريف في الخليل.
واعتبرت الخارجية الفلسطينية أن ما يجري حلقة في مسلسل تعميق الاستيطان والتهويد والضم الاحتلالي لتلك المناطق، في إطار مشروعها الاستعماري الكبير الذي يهدف إلى فرض القانون الإسرائيلي على أغلبية المناطق المصنفة (ج)، مطالبة في بيانها الأمم المتحدة ومنظماتها المختصة تحمل مسؤولياتها والالتزام بتنفيذ قراراتها وحماية المناطق الأثرية والدينية من مخاطر التهويد والسيطرة من قبل كيان الاحتلال.
وفي السياق ذاته قال الأمين العام للهيئة الإسلامية المسيحية لنصرة القدس والمقدسات حنا عيسى إن الاستيطان سرطان خطير يستشري في الضفة الغربية المحتلة بما فيها القدس ويقطع أوصالها لافتا إلى أن الاستيطان ينهش جسد المدن والقرى الفلسطينية ليقطع أوصالها ويشتت ساكنيها، موضحا أن الضفة الغربية أصبحت مقسمة، وباتت أشبه بمدن صغيرة منفصلة بالمئات من التجمعات والبؤر الاستيطانية التي تتمركز على الجبال والتلال محولةً حلم الدولة الفلسطينية إلى سراب، لافتا إلى أن حكومة الاحتلال تصادر ما تبقى من أراضي الفلسطينيين في القدس المحتلة وتهجر سكانها وقاطنيها تنفيذا لمشروع تهويد القدس كاملة المعمول عليه من قبل حكومة نتنياهو العنصرية بضوء أخضر أميركي وتغاض أممي مفضوح، مطالبا بإثارة قضية الاستيطان في المحافل العربية والدولية وإبراز الحقائق مدعمة بالوثائق والأرقام والصور والخرائط لإدانة الاحتلال وتعرية مخططاته ضد الفلسطينيين وأراضيهم.
على صعيد مواز ذكر مزارعون فلسطينيون من سلفيت أن مستوطنين من مستوطنة «أريئيل» شمال سلفيت بتجريف أراضيهم الزراعية والرعوية دون إخطارهم أصحابها الأصليين، موضحين أنهم عرفوا بعمليات التجريف بعد أن سمح لهم الاحتلال بدخول أراضيهم خلف جدار الفصل العنصري لمدة ثلاثة أيام، مؤكدين أن التجريف طال قرابة 30 دونما من أراضيهم وأن التجريف متواصل ولا يتوقف من قبل عدة آليات تعمل على مدار الساعة. وأشار محللون إلى أن أعمال التجريف تأتي تطبيقا لوعود رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو ببناء 800 شقة جديدة في مستوطنة «أريئيل» ضمن حملته الانتخابية.
وكالات – الثورة
التاريخ: الثلاثاء 23-4-2019
رقم العدد : 16962