إطالة عمر الحرب العدوانية على اليمن هوالهدف الذي تسعى إليه إدارة الرئيس الاميركي دونالد ترامب عبر صب المزيد من زيوت الشر الأميركي على النار الوحشية لتحالف العدوان لتبقى مستعرة إرهابا وإجراما وليبقى المشهد اليمني مشتعلا، وتبقى الخزائن الأميركية ملآى بأموال النظام السعودي من جهة، ولضمان مصالح استعمارية أميركية في الأرض اليمنية أولها السيطرة على الموانئ والاستحواذ على ثروات اليمنيين.
أصداء الفيتو الذي اتخذه ترامب ضد قرار منع تسليح النظام السعودي الذي يرتكب جرائم وحشية بحق اليمنيين مازالت تتعالى إذ يرى محللون أن استخدام ترامب حق النقض ضد قرار «الكونغرس» المطالب بإنهاء التدخل العسكري في الحرب المجرمة على اليمن ما هو إلا دعوة لمزيد من سفك الدماء واستمرار للأطماع الأميركية في المنطقة بعيدا عن الذرائع الواهية التي تكذب فيها تحت مسمى البحث عن حل ينقذ اليمن.
بالسياق ذاته أشارت صحيفة الغارديان البريطانية إلى أن غطرسة ترامب الصارخة تهدد أميركا نفسها وهي دليل آخر على أن التوازنات الشهيرة في الدستور الأميركي لا تعمل ولفتت الصحيفة إلى أن الرئيس الأميركي يخرج عن السيطرة بشكل وقح.
وبحسب محللين فإن مايسمى حق النقض الذي أصدره ترامب هو ضوء أخضر لمزيد من الفظائع في اليمن لأن أميركا والدول الأوروبية يستغلون هذه الحرب المجرمة، ويرونها سوقا كبيرا لدعم منتجهم الإجرامي من أسلحة محرمة دوليا أيضا تعتبر أميركا أن الأعراب أمثال آل سعود يدمرون أنفسهم بأيديهم وبأموالهم، وهذا ما يريده الغرب الاستعماري وأكثر مايعني واشنطن هو الابتزاز من أجل جني الأموال وخاصة من النظام السعودي، والعمل على تمزيق اليمن، ونهب خيراته، وهذا ما أكدته بدورها صحيفة «نيويورك تايمز» الأميركية في تقرير سابق لها أن وزارة الحرب الأميركية ترسل قوات سرية وعصابات إرهابية لمساندة النظام السعودي في حربه المجرمة على اليمن.
وكالعادة تتملص الحكومات الغربية من التبعات القانونية والإنسانية لمشاركتها في الحرب الوحشية على اليمن سواء من خلال استخدام السلاح في قتل اليمنيين وإيقاع مجازر ضد الشعب اليمني أم بتفاصيل تقاسمها المنطقة، حيث تنصلت فرنسا مما قدمته في الحرب المجرمة ضد الشعب اليمني متحايلة على الأمر بالادعاء أن الأسلحة الفرنسية العائدة لتحالف العدوان موضوعة خارج الأراضي اليمنية أو في مواقع تابعة للتحالف، كذلك نفت الحكومة الفرنسية علمها باستشهاد ضحايا يمنيين جراء استخدام هذه الأسلحة على مسرح الأحداث في اليمن.
ويشيرمحللون إلى أن عجز الكونغرس الأميركي على مواجهة الانتهاكات التي ترتكب من قبل تحالف العدوان في اليمن والوقوف بوجه المجرم ترامب مع أدواته آل سعود منذ أكثر من 4 سنوات وذلك بعد استخدام ترامب حق النقض ضد قرار»الكونغرس» يعتبر تغييبا لهذا القرار، ويجعله بلا معنى إن لم يلزم به من كان أساسا في إشعال فتيل الحرب. ويذكر أنها المرة الثانية التي يستخدم فيها ترامب «الفيتو» لعرقلة ونسف أي حل يوصل لتحرير الأراضي اليمنية خاصة والأراضي العربية عامة، فبعد أربع سنوات من اندلاع الحرب على اليمن لا يوجد حتى الآن أي دليل على حل سياسي أو خطوات ملموسة نحو السلام والأطراف المتحاربة المعادية للحل السلمي في اليمن لم تتفاوض بعد على وقف دائم لإطلاق النار لذلك فالمشهد اليمن يزداد تعقيدا حسب المحللين.
الثورة – رصد وتحليل
التاريخ: الثلاثاء 23-4-2019
رقم العدد : 16962