تراهن كل أسرة على أطفالها ليكونوا أفضل مما كان عليه آباؤهم.. نجدهم في هذا الوقت من العام الدراسي منهمكين في متابعة تحصيل أولادهم وتهيئتهم لامتحانات نهاية العام.. إما بمتابعات شخصية في المنزل أو دروس خصوصية تقوي وتعوض مافاتهم خلال العام، هذا مشهد نراه اليوم ونعيشه ونتمنى لطلابنا النجاح والتفوق، ولكن يحضرني مشهد آخر في أحد شوارعنا والصورة خير برهان أطفال بعمر الزهور يمتهنون بيع الخضار والفواكه وغيرها من المواد على بسطات توزعت في أماكن مختلفة أصواتهم عالية رغم صغر سنهم تنادي بكلمات تسوق لبضاعتهم أعمارهم لا تتجاوز العاشرة ولكن عملهم يتطلب سنيناً أكثر .
ظروف الحياة فرضت عليهم ذاك العمل.. ولكن بإدراكهم البسيط وطفولتهم العفوية أحبو ذاك العمل وامتهنوه لدرجة أننا لم نعد نستطيع معرفة وضعهم الحقيقي هل يعملون بدافع من أهل أم ظروف بعقولهم الصغيرة وتفكيرهم البسيط هل يعون هذا العمل..ياترى أصبحوا اليوم في خانة مايسمى عمالة الأطفال بالنظر إليهم وسماع نغمة أصواتهم التي تنادي على أشيائهم يراودك شعور أنهم يمارسون هواية من هوياتهم البسيطة والسعادة بادية على وجوههم حينما يبيعون شيئاً مما يسوقون له..
هم في طرف آخر من ذاك الذي بدأنا الحديث عنه.. طالب يدرس ويتابعه أهله وغالباً ماتراه يشعر بالارهاق والظلم أحياناً من ضغوط الاهل والدراسة غير مدرك أن هذا لمصلحته وحرصاً على مستقبله.. وذاك البائع الصغير سعيد بأنه يعمل ويحصل على أجره ربما ومنهم من لايحصل سوى على متعة لعبة يمكن تسميتها البائع الصغير وأهله في هذا الوقت يظنون أنهم يضعونه على طريق يصبح في نهايته تاجراً ذا دخل وقناعتهم أن دراسته لن تفيده.. ماالعمل مع ذاك التفكير..
لن نظلم تلك الأسر التي احتاجت عمل أطفالها لتقيهم الجوع ربما هي ظروف الحياة القاسية ولكن لامبرر لهم بإبعاد أطفالهم عن طفولتهم وإقحامهم سوق العمل في عمر الزهور وتعريضهم لقساوة الحياة قبل أن تبدأ حياتهم الحقيقية.. دعوا الطفولة تأخذ مجراها وليحرق طفلنا مراحل حياته شمعة تضيء طريقه لا نار تحرق مستقبله.
خلود حكمت شحادة
التاريخ: الأربعاء 24-4-2019
الرقم: 16963