لنيسان خلاصة الهطل وانبعاث الخير … في نيسان ثمة أعياد مرت وتمر, تحمل من الابتهاج مايملأ الدنيا بأكملها .. كيف لا .. ونحن نعيش هذه الايام ذكرى جلاء المستعمر الفرنسي عن سورية, وقيامة السيد المسيح , وعيد الفصح المجيد, والسوريون على اختلاف مشاربهم يحتفلون بنصرهم وصمودهم, وفجرهم الموشى بالعزة والكرامة .
في صباحات هذه الأيام نشهد راية المجد قد أشرقت عزة وفخارا، جيشا عرمرما أعاد كتابة التاريخ وحول الاساطير إلى حقائق …. نرى سورية ماضية إلى شروقها الواعد غير آبهة بكل مَن يتربص ويتآمر عليها .
ليس خافيا على احد أن سنوات الحرب كانت مثقلة بالمتاعب والآلام والجراح .. وأن الخسائر كبيرة في البشر والحجر , لكن في المقابل مانراه من دفاع السوريين عن الوجود والكيان والحياة, يجعلنا نؤمن أن القادم أفضل, وأن مَن تحمّل مكابد الحرب وشراستها .. لن تزعزعه أزمة هنا أو هناك .
نعم … راهن الكثيرون على انكسار سورية ومايزالون, لم يتركو طريقة إلاّ واتبعوها, إلا أن نظرة واحدة إلى شباب سورية ونسائها الشرفاء والمخلصين, كافية لتروي حكاية الإرادة التي تمتعوا بها, ولتبعث الأمل بأن مثل هؤلاء قادرون على العطاء وبناء النفوس وتقديم أغلى ماعندهم في سبيل الحياة .
السوريون جميعا متكاتفون متعاضدون متعانقون، أرواحهم وهبوها دفاعا عن وجود هذا الوطن وقدس ترابه … سيبقى نيسان مزهوا بالاحتفالات والانتصارات كما شهور السنة قاطبة .. وستبقى آلامنا قيامة جديدة, لمستقبل معبدبالنصر والالق وشقائق النعمان .
عمار النعمة
التاريخ: الأربعاء 24-4-2019
الرقم: 16963