في الانتظار يموت الزمن بفراغ الترقب والتوقع ،وتتعب النفوس في طول انتظار يفقد صاحبه الأمل تدريجيا بنفاد صبر جميل ،في زمن تعددت فيه ألوان الانتظار وتنوعت محطاته وليس آخرها الانتظار على محطات الوقود ،لا ينفع التململ والتأفف ورمي المسؤوليات وتقاذف الاتهامات ،ولا يشد من آزر آمالنا والأكثر جدوى هو الخروج من عنق الزجاجة بتحويل هذه المحنة إلى منحة ،إلى أمل يتجدد بالتحدي ونحن أجدر من خبر الصمود والتحدي وحارب الأزمات على أنواعها وانتصر بمبادرات سورية خلاقة ..حولت ثقافة الموت إلى حياة ،من هذه المبادرات كانت مبادرة لنقرأ ، التي أغنت وقت الانتظار بمتعة القراءة بتوزيع مجاني لكتب ومجلات على الجالسين على مقاعد الانتظار ..خير جليس وأنيس للتخفيف من وطأة معاناة الانتظار .
عند محطات الوقود كان هناك أشخاص مسعفون لانتظار موجع ببلسم الحب والتكافل الاجتماعي ،فمنهم من كتب أجمل عبارات الدعم الاجتماعي على قصاصات ورق ليقدمها وجبة أمل وتفاؤل ،ولم تغب عن هذه المحطات أثناء أزمتها كرم الضيافة بفنجان قهوة ولقمة هنية ووردة
وتبادل للهموم والأوجاع مع الآخر بروح الفكاهة والأمل ومواقف وقصص ستختزنها الذاكرة للأبناء والأحفاد .
لون آخر من ألوان تحدي العقوبات الاقتصادية على بلدي ،ومشهد حضاري في بلد الحضارة والثقافة ،أبطاله سوريون بامتياز .
رويدة سليمان
التاريخ: الأربعاء 24-4-2019
الرقم: 16963