أكاذيب يفندها الميدان

اليوم لم يعد هناك أي حاجة حقاً لطرح المزيد من التساؤلات، أو الاستفسارات، عن الأزمة ومساراتها السياسية وأبواب الحلول المرتقبة، فالتطورات الميدانية، وتذبذبات الإحداثيات التي تشهدها الساحة السورية، وضعت الأمور في مسارها، وحشرت الأميركي وعملاءه الإقليميين والمحليين في خانة العدوان الممنهج والتآمر على سورية أرضاً وشعباً وجيشاً.
سيناريوهات التصعيد ضد الجيش العربي السوري في البادية السورية، مروراً بالإجراءات القسرية أحادية الجانب، وصولاً إلى مخيم الركبان، هو غيض من فيض سياسات إجرامية، ينتهجها المحتل الأميركي ومرتزقته على الأرض، ليكون اللافت في الأمر أن الأميركي لا يجد أي فظاظة، وهو يكذب نفسه بنفسه، وذلك عندما يردد أسطواناته عن الديمقراطية والإنسانية على الملأ، ويتحدث عن مساعٍ سلمية، وجهود مفبركة لتسوية الأزمة، بينما يلقي تعويذات الإرهاب والخراب في الميدان، ويفخخ قضبان السكك السياسية، ويزنرها بأحزمة ناسفة من شأنها أن تعيد أي محادثات إلى مربعها الأول.
الأميركي دخل إلى سورية بطريقة غير شرعية، وأقام فيها قواعد احتلال، ليس هذا فحسب، وإنما أنشأ تحالفاً دولياً، وزعم أنه لمحاربة الإرهاب، الذي هو أساساً أبوه وأمه وعرابه، ومشرعن وجوده على الأراضي السورية، وهو وإن حاول أن يتنكر ما أمكن بين الفينة والأخرى بثوب الحمل الوديع إلا أن الحقيقة الماثلة أمام الجميع، هي أنه هو دون منازع الذئب الذي ينهش في دماء المدنيين، ويحاصرهم في لقمة عيشهم وحليب أطفالهم ودواء كهولهم، ويجبرهم على مغادرة أراضيهم، ويدمر بغاراته العدوانية ممتلكاتهم وبناهم التحتية، لتصل به فظاظته الإجرامية إلى حد ممارسة سياسة معسكرات الاعتقال بحق المهجرين السوريين القابعين في مخيم الركبان.
وإلا ما معنى أن يحتجز الأميركي المدنيين قسراً في مخيم الركبان، وأن يحظر عليهم مغادرة المخيم من خلال أي مخارج باستثناء المخرج الرئيسي​​​؟ وأن يفرض حظراً على حركة المرور بأراضي (الركبان)؟، بل وكيف نفسر رفض الممثلين الأميركيين المشاركة في الاجتماع الثالث حول إزالة المخيم؟!.
المؤكد لنا أن قافلة الإنجازات السورية ماضية في طريقها السياسي إلى آستنة، رغم كل المعوقات والعراقيل المحتملة، وماضية أيضاً في طريقها الميداني حتى تحرير آخر ذرة تراب من دنس المحتل الأميركي والإسرائيلي والتركي وعملائهم على الأرض، شاء من شاء، وأبى من أبى، فمن ناضل وقارع الاستعمار القديم، وأجبره على الرحيل، ومن صمد بوجه حرب كونية شرسة سينتصر لا محال، والعبرة في الخواتيم، ولكن هل هناك من معتبر؟.

ريم صالح
التاريخ: الأربعاء 24-4-2019
الرقم: 16963

آخر الأخبار
الأتارب تُجدّد حضورها في ذاكرة التحرير  الثالثة عشرة وزير الطوارئ يبحث مع وزير الخارجية البريطاني سبل مكافحة حرائق الغابات تحية لأبطال خطوط النار.. رجال الإطفاء يصنعون المعجزات في مواجهة حرائق اللاذقية غابات الساحل تحترق... نار تلتهم الشجر والحجر والدفاع المدني يبذل جهوداً كبيرة "نَفَس" تنطلق من تحت الرماد.. استجابة عاجلة لحرائق الساحل السوري أردوغان: وحدة سوريا أولوية لتركيا.. ورفع العقوبات يفتح أبواب التنمية والتعاون مفتي لبنان في دمشق.. انفتاح يؤسس لعلاقة جديدة بين بيروت ودمشق بريطانيا تُطلق مرحلة جديدة في العلاقات مع دمشق وتعلن عن دعم إنساني إضافي معلمو إدلب يحتجون و" التربية"  تطمئن وتؤكد استمرار صرف رواتبهم بالدولار دخل ونفقات الأسرة بمسح وطني شامل  حركة نشطة يشهدها مركز حدود نصيب زراعة الموز في طرطوس بين التحديات ومنافسة المستورد... فهل تستمر؟ النحاس لـ"الثورة": الهوية البصرية تعكس تطلعات السوريين برسم وطن الحرية  الجفاف والاحتلال الإسرائيلي يهددان الزراعة في جنوب سوريا أطفال مشردون ومدمنون وحوامل.. ظواهر صادمة في الشارع تهدّد أطفال سوريا صيانة عدد من آبار المياه بالقنيطرة  تركيا تشارك في إخماد حرائق ريف اللاذقية بطائرات وآليات   حفريات خطرة في مداخل سوق هال طفس  عون ينفي عبور مجموعات مسلّحة من سوريا ويؤكد التنسيق مع دمشق  طلاب التاسع يخوضون امتحان اللغة الفرنسية دون تعقيد أو غموض