إذا نعق ترامب على تلة عالمه الافتراضي وأنذر بالحصار الاقتصادي الخانق الذي سيطول السوريين، وأومأ للإرهاب المختبئ في جحور واشنطن لكي يطل برؤوس إجرامه على المشهد السوري، فاعلم يقيناً كم أن الصفعات السورية موجعة على وجوه الأعداء، وكيف أن الأرعن الأميركي وموجهة بلطجته وهلوسات قراراته إسرائيل يتخبطان في دائرة هزائمهما المغلقة، ويبحثان عن وميض وهم يكون شرر نار يشعل المشهد وينفخ في رماد مشاريع أحرقت تلال قشها إنجازات الجيش العربي السوري، فأينما ولى ترامب ونتنياهو نظريهما على مساحة الجغرافيا السورية فثمة إسفين سوري دُق في نعش مخططاتهما سواء كانت تخريبية أم تقسيمية أم توسعية، وثمة مخرز سوري ثقب بالونات عنجهية أميركا وتورم إسرائيل، فتشظت رهاناتهما العقيمة وتلاشت أوهامهما، وإن كابرتا غطرسة وناورتا غباء في وقت مستقطع من عمر الإرهاب والاحتلال على التراب السوري.
فما بين العربدة العدوانية والبلطجة الاقتصادية يتأرجح حال الإدارة الاميركية الحالية التي لم تعد تدري أي سبل الإرهاب والفجور العدائي تتبع لتغيير مشهدية الانتصار في سورية، بعد أن فاق حصاد خيباتها بذار الشر والإرهاب التي بذرتها لسنوات ثمان على الارض السورية لتمتلئ سلالها بكل انواع الهزائم السياسية والميدانية، و لتبقى مواسم النصر قطاف سوري.
وبالعودة لدوافع الهيجان العدواني الاميركي وانفلات ترامب المارق على الشرعية من حبال القوانين الدولية، وفي البحث بغاياته وتوقيته نجد أن السبب الأبرز يكمن بالمساعي المحمومة لانتشال مشاريع اطماعه في الثروات السورية من حفرة المستحيل، ففي أجواء البادية والجزيرة السورية مازالت غربان الإرهاب والطمع الأميركي تحوم وترمي مفخخات التعطيل على سكة التحرير السورية.
إذاً لا تريد واشنطن لسورية إلا أن تبقى على صفيح لاهب، وبعد أن أعجزها الميدان وكسر نصالها الصمود السوري، لاذت الى علبة ثقاب حرائقها لترمي عيدان إرهابها الاقتصادي لتطويق حياة السوريين بزنار نار من حصار جائر، تظن واهمة أنه قد يطاول روح الصمود وإرادة الثبات فيهم، أو يثني دولتهم عن ثوابتها التي اختارت القبض على جمراتها في زمن الخنوع الإعرابي الذليل للهيمنة الصهيو أميركية.
معادلة المقاومة والصمود والثبات السورية أصعب من أن تفك شيفرتها واشنطن، ومهما استطال الوهم الاميركي سيقزمه السوريون، وسيبتلع ترامب ومحور إرهابه غصة النصر السوري مكرهين.
لميس عوده
التاريخ: الجمعة 26-4-2019
الرقم: 16965