علي نصرالله – ثورة أون لاين:
لا شك ان ما انتهت اليه الجولة الاخيرة (12) من عملية استانا هو مهم، ويمثل خطوة في الاتجاه الصحيح لجهة ما ركز عليه البيان الختامي، الذي يعكس بدوره اهمية العمل على عدد من المحاور مع المحافظة على الثوابت والمرتكزات التي كانت الاساس الذي انطلقت منه اصلا، غير ان محاربة الارهاب واجتثاثه، لاسيما من محافظة ادلب تبقى الاولوية التي لا يتقدم عليها اي محور او مسألة مما هو مطروح وتجري مناقشته، على اهميته.
صحيح انه من المهم فضح محاولات الولايات المتحدة ومعسكر العدوان الذي تقوده بشان تسييس المساعدات الانسانية، وصحيح انه من المهم الحديث عن قضية المهجرين التي تستغل من قبل منظومة العدوان ايضا ابشع استغلال، وصحيح انه من المهم التاكيد على وحدة واستقلال وسيادة سورية، لكن الصحيح ان ذلك هو من المسلمات التي لا ينبغي ان تستهلك اوقاتا اضافية من اجتماعات الدول الضامنة على حساب الملف الاهم، محاربة الارهاب واقتلاعه، ذلك ان ما يعيق ويعطل مسعى تحرير ادلب ومناطق اخرى في ريف حلب هو تلاعب الجانب التركي، ومحاولة نظام اللص اردوغان شراء الوقت والمماطلة والتهرب من استحقاقات استانا وسوتشي التي توجب عليه التخلي عن خيار دعم المرتزقة، والانخراط بعملية استانا بايجابية اذا كان يريد قبول اعلان توبته وتصحيح المسار الذي سلكه طيلة سنوات الحرب والعدوان على سورية، طبعا من دون ان يسقط ذلك عنه مسؤوليته عن ارتكاب المجازر التي كان وما زال شريكا للارهابيين فيها، وشريكا للكيانات المعادية كحليف اساسي لها وكعضو في تحالف الشر الممتد من اميركا الى فرنسا وبريطانيا مرورا بالسعودية وقطر ووصولا الى الكيان الصهيوني.
من غير المقبول بالمطلق ان يستمر نظام اردوغان بدعم التنظيمات الارهابية في ادلب وشمال غرب حلب، وقد بات من المهم والضروري وجوب ان يوضع على محك الفعل ليقوم بما ينبغي عليه ان يقوم به كضامن لهذه التنظيمات الارهابية، لا ان يعطى منبرا في استانا ليروج لادعاءاته الكاذبة ولسياساته الاخوانية العثمانية الحقيرة، فالجولان على سبيل المثال كان سوريا وسيبقى سوريا الى ابد الابدين ولن يحتاج ذلك لاعتراف من نظام اللص اردوغان!.
نظام اللصوصية في انقرة يتحمل مباشرة مسؤولية المجازر والفوضى والاعتداءات الارهابية على المدنيين في حلب وحماة واللاذقية، وقد طفح الكيل من ممارساته واحتلاله لمناطق غالية من سورية، عفرين في مقدمتها، واما تهديداته بشن عملية عسكرية تحت عناوين كاذبة في المنطقة الشرقية، فستكون ربما المناسبة التي تخرجه من مسار استانا وتضعه مباشرة امام المساءلة لتعلمه اخر الدروس التي يتلقاها!.
الاعتداءات الارهابية المتواصلة على احياء مدينة حلب، وفي ريفي اللاذقية وحماة، ما كانت لتتحصل لولا استمرار الدعم الاردوغاني للارهابيين، وما كانت لتستمر لو التزم نظام اللص اردوغان باتفاق سوتشي وتفاهمات استانا.
لكل ما تقدم، ربما صار واضحا للجميع انه لا يمكن الوثوق بنظام اردوغان، وربما اصبح اكثر وضوحا انه ما زال في موقعه داخل حلف العدوان ومنظومته الاميركية – الصهيونية، وهو ما يقتضي ان يبنى عليه ويؤسس خلال المرحلة المقبلة لمواجهة احتمالات التصعيد التي تشير الى ان نقطة البداية فيها ستنطلق من قيام اذرع اردوغان الارهابية ومرتزقة واشنطن بتنفيذ هجوم كيماوي يستخدم مطية وذريعة لعدوان جديد على سورية، ولتجديد الاستهداف السياسي بمحاولة العودة الى مربعات الوهم الاولى.
السابق