«شامي كابور.. البطل المتمرد» (1931 – 2011) عنوان كتاب صدر عن وزارة الثقافة – المؤسسة العامة للسينما للمؤلف عمار أحمد حامد بـ 103 صفحات من القطع الكبير.
يعتبر الكتاب الأول من نوعه في المكتبة العربية السينمائية حول كابور، لأنه لم يكن مجرد ممثل يقف أمام الكاميرا ليؤدي دوره، بل كان رمزاً لجيل بأكمله، جيل لطالما كان متعطشاً للتغيير والتمرد على النمطية السائدة في كل منحى من مناحي الحياة.
ويقول الكاتب جاء هذا البطل ليجسد للشباب هذا الحلم، وليتمرد على الأداء النمطي والتقليدي للبطل البوليوودي، فقلب مفاهيم السينما الغنائية والاستعراضية التي كانت سائدة قبله.. وحين عُرِضَ فيلمه «جنكلي» في منتصف الستينيات في سورية، عُرِضَ على نحو متواصل مدة عامين، مؤثراً بجيل كامل في الرقص والغناء.
وجاء في مقدمة الكتاب: عندما أراد كابور الخوض في عالم التمثيل، كان يريد أن يكون مثل أبويه اللذين كانا ممثلين مشهورين في الهند، لكنه تفوق عليهما، إذ أصبح أيقونة من أيقونات التمثيل، وأصبح معبود الشباب أينما كان، فأسلوبه الذي قدمه في أفلامه الكثيرة كان أمراً جديداً في مجتمع أخذ ينفتح على الغرب وأخلاقه وعاداته وأساليب حياته.
استغل كابور اسم عائلته الفنية إذ كانت عائلة مخضرمة في عالم الفن والتمثيل، ولهذا لم يكن اختراق كابور لعالم الفن سهلاً، فمن يُرد أن يكون ممثلاً من عائلة كابور فعليه أن يكون جديراً بذلك، ولهذا بدأ كابور بالمسرح ولعب أدواراً من مسرحيات شكسبير، والعديد من المسرحيات الكلاسيكية الأخرى، قبل أن توافق أسرته على الانضمام إلى العائلة الفنية ويبتسم له عالم السينما، فما كان له إلا أن توجه إلى الشباب، ذلك المجتمع المنسي، وأراد أن يكون ممثلاً عنهم وأن يكون أيقونتهم وروحهم المتمردة، فكان العاشق والمتمرد.
ولد كابور في 21 تشرين الأول عام 1931، كان ممثلاً ومخرجاً ومن رواد ممثلي أدوار البطولة في السينما الهندية من أواخر الخمسينيات حتى أوائل السبعينيات، ويصنف أنه أحد أهم الفنانين الاستعراضيين من الممثلين الذين قدمتهم السينما الهندية على مدى تاريخها الطويل، وأول فيلم له كان «وهج الحياة» عام 1953.
صنع حول نفسه هالة كبيرة بأنه بطل الرقص الوحيد والمبهر، فقد اعتاد تأليف وتصميم كل أغانيه الراقصة بنفسه، لذا لم يكن يحتاج إلى مصمم رقص أو إلى أي مدرب عليها.
اكتشفت وأدركت الأجيال التي عاصرت وتلت كابور قيمته، وسُحرت بموسيقاه، أنه النجم الذي جمع رصيداً كبيراً من جوائز «إنجاز مدى الحياة» خلال العقود الماضية، فالشباب لا يزالون يرقصون على أغنية «ما هذا الجمال والشعر الرائع» التي لا تبدو أنها من الطراز القديم حتى اليوم.
وفي الختام يقول عمار حامد في كتابه لقد غيّر النجم الأنيق والمبتهج كابور وجه السينما البوليودية بأول فيلم ناجح له «لم أر شبيهاً لك» عام 1957، وقد حولت الأفلام المستوحاة من موسيقا الروم والرول هذا الممثل الشاب بين ليلة وضحاها إلى نجم مهم، وصار رمزاً يقتدى من رموز الحضارة الغربية والأزياء في أفلامه التي تلت في عصر كان فيه النجم السينمائي في الهند يدور في نمط واحد لا يتغير منذ عقود.
لقد جعل الملايين من عشاقه يعيشون على إيقاع أغانيه، ويقلدونه في أسلوبه في الرقص، كما أن إحساسه العاصف وثقته العالية بالنفس جعلت منه نجماً لا يقاومه ملايين المعجبين حتى أصبح أول نجم «ذكر» نشرت له ملصقات في الهند وكأنه «إلفيس بريسلي الهند»
فارق شامي كابور الحياة عن عمر ناهز 79 عاماً، وكانت جنازته في 15 آب وحضرها وفود متمثلة بعائلة سلالة كابور التي تضمنت أولاده وأولاد إخوته والأحفاد والكثير من النجوم.
عمار النعمة
ammaralnameh@hotmail.com
التاريخ: الثلاثاء 30-4-2019
رقم العدد : 16967