خطوات ميدانية على طريق تحرير كامل الجغرافيا السورية…واشنطن وأنقرة تلتقيان على جسر الأطماع .. و«قسد» تدفع فاتورة المرحلة
في ظل المحاولات التركية المتكررة للإبقاء على اتون الفوضى في ادلب واستثمار ذلك في الحصول على مكاسب توسعية تنبع من العقلية العثمانية الجديدة، تتعالى اصوات الرفض القاطع لتلك المحاولات العدوانية وترتفع الصرخات الميدانية والسياسية المنادية بعدم السماح ببقاء الارهابيين في إدلب، ما يشكل مع تقدم الجيش العربي السوري اولى خطوات العمل نحو تحرير الارض من آخر معاقل الارهاب.
تلك الاصوات لم تكن منفردة بل تعدتها نحو مطالبات بإغلاق مخيمات الموت وتخليصها من براثن الوحش الاميركي الذي طالت تصرفاته الاجرامية كافة المهجرين تحت غطاء الانسانية ..أما مرتزقة «قسد» بعد محاولاتهم الفاشلة في إخضاع المواطنين لحكمهم الباطل، يبدو أن الرسائل قد وصلت الى مسامعهم في وجوب الوقوف عند حدود تصرفاتهم الرعناء والتي باتت مرفوضة من كل الجهات.
ففي ظل استمرار المظاهرات الاحتجاجية ضد مرتزقة «قسد» التي يطالبها الأهالي في الجزيرة السورية بأن تكف عن ممارساتها الرعناء ضدهم، كشفت معلومات ومصادر محلية عن محاولات من متزعمي «قسد» للاجتماع مع ممثلين عن المظاهرات، الذين كان ردهم الرفض المطلق.
الى ذلك مازالت قضية النازحين الانسانية في مخيمات الموت تستحوذ حيزاً كبيراً من المشاهد اليومية وانتهاكات واشنطن المتراكمة حيث ان الدعوة الى تفكيك مخيم الركبان بالقرب من الحدود السورية الاردنية هي ليست جديدة، لكن المشكلة في تعثر ازالة هذا المخيم لعودة اللاجئين الى مدنهم هو بسبب رفض الولايات المتحدة اغلاقه وإنهاء معاناة سكانه.
فواشنطن تستفيد من مخيم الركبان للتغطية على وجودها غير الشرعي في قاعدة التنف التي أنشأتها على الاراضي السورية ومن دون موافقة الحكومة السورية الشرعية في البلاد.
ويرى مراقبون ان واشنطن تستخدم قضية مخيم الركبان كذريعة لاحتلال الجنوب السوري، ويبدو أنه من المستبعد أن يدفع إخلاء المخيم الولايات المتحدة إلى التخلي عن قاعدتها الارهابية القريبة في التنف ومنطقة منع الصدام التي تشمل الركبان، فقاعدة التنف الارهابية تعتبر أداة في خدمة الأهداف الأميركية في المنطقة والتي تصب ايضاً في مصلحة العدو الاسرائيلي.
الى الميدان حيث إن الجواب السوري حاضر بشكل دائم لكل التحديات، حيث طفت على السطح مشاهد ميدانية تجلت من خلال تقدم وحدات من الجيش العربي السوري في جبهة الرقة الجنوبية الغربية بعمق ثلاثة كيلومترات باتجاه مواقع كانت تحت سيطرة مرتزقة «قسد» حيث امتد خط تقدم الجيش السوري من قرية «جعيدين» شرقاً مروراً بـ»هورة الجريات» حتى منطقة «شعيب الذكر» غرباً وبعمق ثلاثة كيلومترات.
وقد شهدت فصائل مرتزقة «قسد» المنتشرة في المنطقة تخبطاً واضحاً، وقامت بسحب ارهابييها من نقاط قريبة لها في قرية هورة الجريات باتجاه المعبر التابع لها على طريق سلمية – الطبقة – الرقة.
يأتي هذا التطور في وقت بدأ فيه الحديث عن نية واشنطن إبعاد «قسد» عن واجهة الأحداث، وأن مناقشات تجري بين الولايات المتحدة وتركيا بهدف تسيير دوريات مشتركة فيها فضلا عن استقدام ممن ترضى عنهم انقرة وواشنطن الى هذه المنطقة.
وهذا ما جعل تخبط المرتزقة الانفصالية « قسد» تتخبط وتراوغ من جديد عبر جهات عدة وفي اتجاهات مختلفة، حيث بدؤوا يستشعرون قرب أجلهم واقتراب احتراق اوراقهم.
وهي ليست المرة الاولى التي تتخلى فيها واشنطن عن حلفائها ولا سيما مرتزقة «قسد» التي كانوا ولا يزالون حطب المرحلة يتم حرقهم في الوقت الذي يحين موعد تحقيق المصالح الاميركية.
في غضون ذلك ردت وحدات من الجيش العربي السوري على خرق إرهابيي «النصرة» وحلفائها «اتفاق إدلب»، عبر استهداف أوكار لهم في قرية الصهرية بمحيط جبل شحشبو في ريف حماة الشمالي، ما أسفر عن مقتل العديد من الإرهابيين وجرح آخرين وتدمير عتادهم الحربي.
الى ذلك شدد وزير الخارجية الروسي من جديد على ضرورة خروج الفصائل الارهابية من محافظة إدلب، مشدداً على أن هذه الفصائل مستمرة بعملياتها الاستفزازية في المحافظة.
وعلق لافروف على القرارات الأميركية المتعلقة بمصير إرهابيي «داعش» المعتقلين لدى «قسد» ، حيث قال إن قيام الأميركيين بإطلاق سراح الإرهابيين المحتجزين في سورية سيكون جريمة.
ويأتي حديث لافروف بعد أيام من انتهاء الجولة الـ12 لمحادثات أستنة التي كان محورها الأساسي محافظة إدلب.
الثورة- رصد وتحليل
التاريخ: الثلاثاء 30-4-2019
رقم العدد : 16967