استراتيجية المواجهة

يدفع الإرهاب الأميركي المتواصل والمستمر على الشعب السوري وعلى شعوب أخرى في المنطقة والإقليم والعالم، الدول تحديداً التي ترفض المكوث تحت الجناح الأميركي، إلى التأكيد بأن العالم أخذ يضيق ذرعاً بأساليب الهيمنة الغربية للسيطرة على كل شيء، وهي إحدى الرسائل الأكثر أهمية التي أكدتها الأطراف المشاركة ومنها سورية في القمة الثانية للقاء الدولي في بكين (حزام واحد طريق واحد)، وبعنوان (تناسق السياسات).
فمحاولة أميركا إمساك العالم بقبضة من حديد وسلاح وعقوبات وحصار وإرهاب وترهيب وضغوط وأنانية وكراهية وقتل وتجويع معادلة لا بد لها من معادلة مواجهة لنزع الأنياب الأميركية وتفتيت أسنانها القاضمة وفكرها الدموي الاحتلالي، فالمعاناة من هذه الهيمنة وفوضاها الدولية أضحت لا تطاق مع تجاوزها الكثير من الخطوط الحمر لأنها تريد إلغاء الآخر كعنصرية لمحاولة استمرارها، بما يتوجب إعادة ترتيب وسائل المواجهة ضد الالتفافات الأميركية المفخخة والملغمة، وقبل كل شيء الاتحاد تحت خطط وأساليب واحدة موحدة كي لا تضيع الجهود ولا يستطيع الأميركي الاستفراد بها عبر انتهاز ثغرات قد يحاول إيجادها للتسرب من داخل تفاصيلها، ولذلك فإن (تناسق السياسات) الذي اتخذه اللقاء هو الكتلة القابضة والضامن لـ (حزام واحد وطريق واحد) لإيجاد عالم أكثر اتزاناً لكسر غطرسة الولايات المتحدة الفوضوية، والتي ازدادت فوضوية وعدواناً ووحشية وعدوانية مع شعار دونالد ترامب (أميركا أولاً) وفريقه بولتون وبومبيو الأكثر عداء لاستقرار الشعوب.
فالمصلحة الأميركية لا ترى في العالم إلا عدواً وليس شريكاً حتى من تدّعي ويدّعون أنهم حلفاؤها، المستمتعون حالياً بالنوم في أحضان سياستها المتراقصة على نهبهم، أوَ لم يفصح ترامب بالأمس وما قبل الأمس عن ذلك؟ لذلك حالياً تفتعل الحروب بأنواعها وأشكالها مع الكيان الصهيوني وتنشر الإرهاب والمرتزقة على الدول بشكل متفرق لمحاولة كسر اتحاد شوكتهم ومقاومتهم، لذلك ترى محاولاتها بدعم المزيد من الإرهاب على سورية وإقامة التمثيليات والمسرحيات وحُزَم الأكاذيب والتزييف لا يكف عن النعيق والبعيق في كل الأوقات، ومحاولاً جعل الحدود مع العراق عقدة بلا حل لمحاولة أن يبقى طوق الحزام والطريق بيدها، كي تمسك بالمحور الممتد من روسيا إلى الصين مروراً بسورية والعراق وإيران، وهو المحور الذي تسعى بشتى الوسائل لمنع قيامه.
باختصار، مكافحة الإرهاب في سورية ومن في محورها مستمرة وهو لا يزال رأس أولوياتها ما زالت أميركا تدعم الإرهاب وتتخذه عصاً للهيمنة والسيطرة والاحتلال، وترفض أي لغة للسلام والحوار، فالعالم لم تعد جعبته تحتمل لغة الإملاء والشروط الأميركية الغربية السجينة، وتحطيم هذه الغطرسة انطلق من سورية في نيسان الولادة والجلاء.

فاتن حسن عادله
التاريخ: الثلاثاء 30-4-2019
الرقم: 16967

آخر الأخبار
ريال مدريد يفتتح موسمه بفوز صعب  فرق الدفاع المدني تواصل عمليات إزالة الأنقاض في معرة النعمان محافظ إدلب يستقبل السفير الباكستاني لبحث سبل التعاون المشترك ويزوران مدينة سراقب رياض الصيرفي لـ"الثورة": الماكينة الحكومية بدأت بإصدار قراراتها الداعمة للصناعة "نسر حجري أثري" يرى النور بفضل يقظة أهالي منبج صلاح يُهيمن على جوائز الموسم في إنكلترا شفونتيك تستعيد وصافة التصنيف العالمي الأطفال المختفون في سوريا… ملف عدالة مؤجل ومسؤولية دولية ثقيلة مبنى سياحة دمشق معروض للاستثمار السياحي بطابع تراثي  "السياحة": تحديث قطاع الضيافة وإدخاله ضمن المعايير الدولية الرقمية  فلاشينغ ميدوز (2025).. شكل جديد ومواجهات قوية ستراسبورغ الفرنسي يكتب التاريخ اهتمام تركي كبير لتعزيز العلاقات مع سوريا في مختلف المجالات الساحل السوري.. السياحة في عين الاقتصاد والاستثمار مرحلة جامعية جديدة.. قرارات تلامس هموم الطلاب وتفتح أبواب العدالة تسهيلات للعبور إلى بلدهم.. "لا إذن مسبقاً" للسوريين المقيمين في تركيا مرسوم رئاسي يعفي الكهرباء من 21,5 بالمئة من الرسوم ..وزير المالية: خطوة نوعية لتعزيز تنافسية الصناعي... لقاء سوري ـ إسرائيلي في باريس.. اختبار أول لمسار علني جديد تركيب وصيانة مراكز تحويل كهربائية في القنيطرة زيارة وفد الكونغرس الأميركي إلى دمشق… تحول لافت في مقاربة واشنطن للملف السوري