اعتذار لا يغير الحقيقة..!

تحت ضغط اللوبي الصهيوني صاحب النفوذ الأكبر في الولايات المتحدة الأميركية، قدمت صحيفة نيويورك تايمز اعتذاراً عن كاريكاتير يظهر رئيس وزراء الكيان الصهيوني بنيامين نتنياهو بصورة كلب يجرّ خلفه الرئيس الأميركي دونالد ترامب، وبررت اعتذارها بحجة أن الكاريكاتير تضمن ما يسمى (استعارات معادية للسامية)، وهي التهمة الجاهزة التي يُرمى بها كل من ينتقد إسرائيل أو يدين مجازرها وانتهاكاتها ضد العرب، أو يبدي أي امتعاض منها.
الكاريكاتير الذي يقدم صورة حقيقية ومنسجمة مع الواقع عن العلاقة التي تربط الرجلين، حيث يسير ترامب خلف نتنياهو كالأعمى منفذاً له كل رغباته الدنيئة دون اعتراض، يشير بوضوح إلى حالة من الاستياء في الشارع الأميركي تجاه سياسات ترامب بخصوص إسرائيل، كما أنه يعكس تململاً داخل الإعلام الأميركي ـ وهو الممول بمعظمه من قبل رأس المال اليهودي الداعم لإسرائيل ـ من العلاقة غير النظيفة التي جعلت ترامب ألعوبة بيد نتنياهو يقوده إلى حيث يشاء، إذ قدّم له في أقل من ثلاث سنوات خدمات لم يرضَ الكثير من الرؤساء الأميركيين تقديمها لإسرائيل.
فقد اعترف ترامب بالقدس المحتلة عاصمة موحدة لإسرائيل، وباشر بنقل السفارة الأميركية إليها، وهو سلوك خطير لم يقدم عليه أي رئيس أميركي سابق، كما (شرّع) السيادة الإسرائيلية على الجولان العربي السوري المحتل متحدياً بذلك كل الأعراف والقوانين والقرارات الدولية ذات الصلة، وقدم لنتنياهو دعماً في انتخابات الكنيست مكنته من هزيمة منافسيه والبقاء في منصبه، وما زال يجند كل ما لديه من نفوذ وعلاقات وضغوط لاستكمال (صفقة القرن) بخصوص تصفية القضية الفلسطينية، ويحاول بخطوات مجنونة جرّ المنطقة إلى أجواء حرب مدمرة مع إيران لا مبرر لها، تلبية لرغبات دنيئة لدى نتنياهو، ولا أحد يستطيع أن يتكهن ما الذي يمكن أن يفعله هذا (الأعمى) ـ حسب الكاريكاتير ـ قبل الانتخابات الرئاسية الأميركية القادمة لكسب ود ودعم اللوبي الصهيوني..!
صحيح أن النيويورك تايمز خضعت لضغوط اللوبي الصهيوني واعتذرت عن رسمها الواقعي ولكن ذلك لا يغير شيئاً في الحقيقة، لأن نتنياهو يجر ترامب خلفه كالأعمى، وإذا ما نجح في توريطه بحرب مع إيران فسيتأكد الأميركيون والعالم من الحقيقة التي عبرها الرسم المذكور.

عبد الحليم سعود
التاريخ: الثلاثاء 30-4-2019
الرقم: 16967

آخر الأخبار
مسؤولان أوروبيان: سوريا تسير نحو مستقبل مشرق وتستحق الدعم الرئيس الشرع يكسر "الصور النمطية" ويعيد صياغة دور المرأة هولندا.. جدل سياسي حول عودة اللاجئين السوريين في ذكرى الرحيل .. "عبد الباسط الساروت" صوت الثورة وروحها الخالدة قوات الاحتلال الإسرائيلي تواصل خرقها اتفاق فصل القوات 1974 "رحمة بلا حدود " توزع لحوم الأضاحي على جرحى الثورة بدرعا خريطة طريق تركية  لتعزيز العلاقات الاقتصادية مع سوريا قاصِرون خلف دخان الأراكيل.. كيف دمّر نظام الأسد جيلاً كاملاً ..؟ أطفال بلا أثر.. وول ستريت جورنال تكشف خيوط خطف الآلاف في سوريا الأضحية... شعيرة تعبّدية ورسالة تكافل اجتماعي العيد في سوريا... طقوس ثابتة في وجه التحديات زيادة حوادث السير يُحرك الجهات الأمنية.. دعوات للتشدد وتوعية مجتمعية شاملة مبادرة ترفيهية لرسم البسمة على وجوه نحو 2000 طفل يتيم ذكريات العيد الجميلة في ريف صافيتا تعرض عمال اتصالات طرطوس لحادث انزلاق التربة أثناء عملهم مكافحة زهرة النيل في حماة سوريا والسعودية نحو شراكة اقتصادية أوسع  بمرحلة إعادة الإعمار ماذا يعني" فتح حساب مراسلة "في قطر؟ أراجيح الطفولة.. بين شهقة أم وفقدان أب الشرع في لقاء مع طلاب الجامعات والثانوية: الشباب عماد الإعمار