يجثم المشهد على عدد من الخيارات التي قد تكون في معظمها حاسمة للوضع على الأرض، في وقت لا يزال فيه الكثير من أطراف الإرهاب تجهد لوضع عراقيل وألغام لإجهاض كل الاتفاقات والالتزامات الدولية التي وافقت عليها تلك الأطراف.
فالمشهد بوجومه المفرط لم يعد يتحمل الوقوف والانتظار طويلاً على أعتاب الإرهاب والاستبداد الأميركي، وهذا ينطبق أيضاً على التركي الضائع في التيه الأميركي من جهة، والغارق في طموحاته وأطماعه من جهة أخرى، لاسيما أن تلك الأطماع الاستعمارية باتت تتنقل من مكان إلى آخر في المنطقة.
ضمن هذا السياق جاء اجتماع آستنة الأخير ليؤكد حقائق الميدان والسياسة، حيث يمكن القول إنه كان حاسما برسائله لجهة دعوة وحث الأطراف المعنية، لاسيما النظام التركي إلى ضرورة الإسراع بتنفيذ التزاماته وتعهداته المبرمة مع الروسي والإيراني، خاصة تلك التي تتعلق بالقضاء على التنظيمات الإرهابية المتواجدة في مدينة إدلب والتي لا يزال حتى اللحظة يدعمها ويحميها، بل يراهن عليها لضرب الحوامل الأساسية للمشهد عبر دفعها إلى التصعيد واستهداف المدنيين ومواقع الجيش العربي السوري.
إن المتابع لسلوك منظومة الإرهاب خلال الأيام والأسابيع القليلة الماضية يمكنه أن يلحظ ذلك الإيقاع التصعيدي المتدحرج لمعسكر الإرهاب، خصوصاً النظام التركي والولايات المتحدة التي تلهث لنسف كل أسس وركائز الحل السياسي، وصولاً نحو الطموح بإعادة عقارب الساعة إلى الوراء وقلب الواقع ونسف قواعده ومعادلاته التي باتت تشكل كابوساً مخيفاً للإدارة الأميركية.
يبقى قرار وموقف الدولة السورية واضحاً ومعلناً وحاسماً في هذا الشأن، وهو المضي قدماً في محاربة الإرهاب حتى سحقه والقضاء عليه نهائياً، وهذه رسالة واضحة يجسدها الجيش العربي السوري واقعاً حياً كل لحظة في الميدان لكل الدول والأنظمة التي لا تزال تسعى جاهدة لوضع العصي في عجلات الحل السياسي.
فؤاد الوادي
التاريخ: الثلاثاء 30-4-2019
الرقم: 16967