الملحق الثقافي..منهل ابراهيم:
نسج لها بين شعاب القلب عرزالاً ومن شغافه مروحة.. وأطعمها خبز الحياة من روحه الممزقة.. وفارقها مجبرا كمن يخلع ذاته ..كمن يسلخ روحه عن الجسد.. وراح يتعثر كخبط عشواء في حجارة حظه… كانت رائحة الخد عالقة على أنامله الخشنة… ورائحة يديها تتغلغل في وجنتيه الجبليتين… فوجبة الحب المقدس لاتزال على المائدة القمرية ساخنة وقد طهتها نار عشقه الموقدة في عيدان صدره.
من كلماتها العبقرية اخضر يابس كرمه.. ومن لمسة يدها المجنونة وهي تتخاضل بالندى خرجت عناقيد عنبه… لكن اليد الراحلة منذ دقائق… منذ ثوان… منذ أيام…. لمن تعصر العناقيد من جسده.. ولم تذق طعمها المعتق في الزمن… طعمها الممزوج بالشوق وقد خالطه الخندريس.
منذ ثوان … منذ دقائق.. منذ أيام.. تلاشت الكلمات ويبس الكرم وصار حطبا… لم يعد هنالك كروم عبقرية تنافس بعضها البعض لصنع قهوة منتصف الليل.. حينها فارق الشوق روحه المتعبة مكرها وجف الخندريس في كأسه التعب وتساقط من يده من سغوبه ولغوبه.. وراح يشم رائحة ما تبقى من كؤوس الأمس الغائبة بين صفحات البحر ورمال الصحراء وكثيف الشجر في البراري… هو الآن في سفح الهضبة الباردة.. يريد النهوض كفارس مسلح بزهور الخزامي….. كفارس مسلح بذكريات الأمس والشوق لزهرته التي لم تتفتح في زمنه البابلي… يريدها أن تصعد نحو حدائقه المعلقة في الروح وتسكن ريحانا… عندها سيقدم قربانه الأبدي على مذبح عشقها الجديد… القديم…..
التاريخ: الثلاثاء30-4-2019
رقم العدد : 16967