مناورات أميركية لترقيع ثقوب خيباتها… واشنطن تشد على أيدي إرهابيي «الخوذ البيضاء» وترمي طعمها المسموم لأردوغان
حالة من التخبط والارتباك تعيشها الادارة الاميركية الحالية مع قرب انطلاق معركة التحرير في الشمال واكتمال التحضيرات لشن عملية عسكرية للجيش العربي السوري لتحرير الشمال السوري من الارهاب ومشغليه وترافق ذلك مع ارتفاع وتيرة الرفض الشعبي في الجزيرة السورية لتواجد القوات الاميركية المحتلة وممارسات مرتزقة «قسد» الاجرامية اضافة الى عدم انسياق الغرب لرغبات واشنطن بارسال قوات عسكرية الى سورية لتعزيز التواجد الاميركي الاستعماري في سورية، ومساعيها لتوريط ذنبها التركي في الجزيرة السورية عقب يقينها بحتمية نهاية مشروعها، لتحاول التعويض عن هزيمتها بمديحها بمنظمتها الارهابية «الخوذ البيضاء»، وتضع مرتزقتها «قسد» في الواجهة لتكون هدفا مشروعاً للهجمات بعدما تخلت عنها وتركتها لمصير المواجهة والاحتراق على تخوم مشهد اطماع واشنطن.
فعلى وقع الفشل الاميركي يعود الحديث عن موضوع الانسحاب الاميركي المزعوم من سورية وتواصل الولايات المتحدة مساعيها لإيجاد لاعبين يحققون مطامعها في سورية، للهروب من الضغوط السياسية التي تتعرض لها سواء من الداخل الأمريكي أم من الجهات السياسية والعسكرية المحيطة بها في سورية.
فبعدما كشفت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأمريكية قبل أيام أن إدارة الرئيس دونالد ترامب طلبت من 21 دولة إرسال جنودها لسورية، دون أن تتلقى أي ردود إيجابية حول هذه الطلبات، نتيجة العديد من الأسباب أهمها عدم وجود رؤية استيراتيجية واضحة ومفهومة للوجود الأميركي في سورية، يجري اليوم مبعوث وزير الخارجية الأميركي إلى سورية جيمس جيفري زيارة إلى تركيا للتباحث في الشأن السوري، ومناقشة بعض المسوغات للوجود الأمريكي الاحتلالي للتلطي خلف ستارها، حيث رأى محللون بأن الجولة التي يقوم بها مبعوث الرئيس الأميركي إلى تركيا تأتي في صورة تعكس حالة الفشل الأميركية في إيجاد شركاء لها في سورية، وقد تكون محاولة لتوريط الجانب التركي في ملف الجزيرة السورية مع ظهور مؤشرات تؤكد قرب معركة تحرير الجزيرة السورية.
واشار المحللون الى ان هذه الصولات والجولات الاميركية تأتي في ظل الحديث عن اشتداد المظاهرات والرفض الشعبي للوجود الأمريكي هناك وظهور بذور مقاومة شعبية في المنطقة بعد هجمات يوم أمس الاول الذي أدى بحسب معلومات الى مقتل 3 من جنود الاحتلال الأميركي ، فضلاً عن وقوع مصابين بين صفوف القوات الأميركية المحتلة في الهجوم الذي وقع بالقرب من الملعب البلدي في الرقة الذي يعد واحدا من مقرات الاعتقال التي ورثتها «قسد» عن تنظيم «داعش».
كما اشارت المعلومات كذلك الى مقتل 16 من مرتزقة قسد، واصابة آخرين نتيجة لعمليات متفرقة نفذتها خلايا مجهولة الهوية في مدينة الرقة، وذلك ضمن استمرارية العمليات الأمنية التي تستهدف مقرات «قسد»، في المحافظات الشرقية.
واشار المحللون الى أن حدة الهجمات التي تنفذها الخلايا المجهولة الهوية في مناطق سيطرة «قسد» ترتفع، حيث تتهم «قسد» تنظيم «داعش» بالوقوف وراء هذه الهجمات فيما يتحدث سكان المدينة عن «خلايا مقاومة شعبية» تقوم بتنفيذ هذه العمليات.
في حين رأى محللون آخرون بأن مزاعم مقتل 3 من القوات الاميركية هي محاولة تحاول من خلفها واشنطن افتعال بلبلة بين صفوف مرتزقة «قسد» بهدف اشتعال حالة الاقتتال الداخلي بينهم.
وبالتالي فان هذه التطورات تشير بحسب المحللين الى زيادة الضغط الداخلي في الولايات المتحدة حول وجودها في سورية، وان استمرار الاحتجاجات الشعبية المتصاعدة في المنطقة من شأنه المساهمة بشكل كبير في تسهيل قيام الجيش العربي السوري بعملية عسكرية لتحرير الجزيرة السورية .
في وقت تحدثت فيه صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية عن الواقع الذي تعيشه المناطق التي تسيطر عليها مرتزقة قسد بعدما زعمت القضاء على «داعش».
وأكدت الصحيفة الأمريكية أن هذه المناطق تعاني حالة فوضى، وجميع البنى التحتية تحولت إلى أنقاض فضلاً عن وجود توترات أمنية كبيرة ، مشيرة إلى أنه لم يتم القضاء على «داعش» وهو ما اكده متزعمون من قسد حين قالوا إن «داعش» منظمة سرية لاتزال تعمل ولديها شبكة متصلة ووسائل اتصال وقيادة مركزية.
الارباك الاميركي هذا استدعى من واشنطن التعويض عن هزيمتها بالحديث من دون خجل عن استمرارها بدعم ارهابيي الخوذ البيضاء والذي يأتي في ظل الحديث عن التحضير لسيناريوهات هجمات كيميائية التي يقوم بها ارهابيو «الخوذ البيضاء» في ريف إدلب، هذا وسبق أن أصدرت وزارة الخارجية الأميركية بياناً قالت فيه ننوي تقديم 5 ملايين دولار لمواصلة أنشطة ارهابيي منظمة الخوذ البيضاء.
ميدانياً ومع قرب انطلاق معارك التحرير في الشمال السوري اكدت مصادر أن الجيش العربي السوري يواصل إرسال المزيد من التعزيزات العسكرية إلى ريف حماة، وسط تزايد خروقات المجموعات الارهابية المسلحة لاتفاق ادلب المزعوم من خلال استهداف المناطق المدنية بالقذائف الصاروخية، وعمليات التسلل التي تقوم بها باتجاه مواقع الجيش العربي السوري.
وافادت المصادر بأن التعزيزات العسكرية الكبيرة إلى محاور مختلفة من ريف حماة الشمالي المتاخم لمنطقة اتفاق «خفض التصعيد»، تأتي تمهيداً لعملية عسكرية سيتم من خلالها توسيع نطاق الأمان حول القرى والبلدات الواقعة بمحاذاة منطقة الاتفاق.
وأضاف المصدر أن الجيش العربي السوري لن يبقى في موضع الرد وأن عملية تطهير منطقة اتفاق ادلب باتت ضرورة لا يمكن تأجيلها.
الثورة- رصد وتحليل
التاريخ: الأربعاء 1-5-2019
رقم العدد : 16968