تختلف تسمية الآلة اليدوية القديمة في دراسة محاصيل الفلاحين من سنابل القمح والشعير والعدس والحمص بين منطقة سورية وأخرى، ففي قرى جبل الشيخ تسمى النورج، وفي المنطقة الشرقية تسمى الحيلان، أما في الساحل السوري فتسمى المرج.
هذه الآلة القديمة كانت الآلة الرئيسية لدراسة المحصول وتكسير سنابل القمح لاستخراج الحبوب منها عبر قطعتين مستطيلتين من خشب البلوط أو الجوز طول الواحدة منها متر ونصف وعرضها أربعون سم وتثبّتان مع بعضهما بعوارض خشبية، بحيث تصبحا لوحاً خشبياً واحداً، ويتم حفر ثقوب كثيرة في اللوح يكون قطر كل منها بحدود (4سم)، توضع فيها حجارة نارية صلبة وحجارة صوّان سوداء، وهي ذات حواف حادة، يتم تثبيتها في الثقوب من خلال الطرق عليها.
وتكون مقدمة اللوح منحنية قليلاً إلى الأعلى من جهة الأمام حتى يسهل انسياب اللوح وانزلاقه فوق القش دون أن يرتفع القش فوقه، أو يندفع أمامه، كما يحتوي اللوح على حلقة معدنية ذات مقطع عريض بقطر (5 سم) تقريباً معلقة في مقدمته من أجل تعليق قطعة خشبية أو معدنية ليتم وصلها على الحيوان (ثور -بغل- حصان-حمار) لسحب الآلة، وعندما يبدأ الحيوان بالدوران على الطرحة المفروشة على أرض البيدر، يكون وجه اللوح المثبت عليه الحجارة إلى الأسفل، وقد توضع على وجهه الأعلى أثقالاً من الحجارة، أو يركب عليه الرجل (الدراس) لزيادة الثقل والضغط على سنابل القمح لتكسيرها وتنعيمها بمرور الحجارة أثناء جرّ الحيوان للآلة.
وكان الفلاح يقوم بقلب القش كلما ظهر الوجه الناعم منه بهدف وضع القش غير المهروس تحت حجارة الآلة حتى تصبح سنابل القمح تبناً، وبعدها تصبح جاهزة للتدرية، ويقوم الفلاح بنثر (الدريس) في الهواء بواسطة المدراة لفصل الحبوب عن القش، فيتطاير التبن في الهواء ويسقط الحب جانباً.
الثورة – عبير علي
التاريخ: الخميس 2-5-2019
رقم العدد : 16969