من سورية إلى فنزويلا.. إلى كوبا، إلى كوريا الديمقراطية وإيران، مروراً بالعديد من الدول التي لا تسير وفق الرؤية الأميركية، تتتالى انتكاسات السياسة الخارجية الأميركية، مسجلة مزيداً من الصفعات لإدارة الرئيس دونالد ترامب الذي يعيش في عالم أوهام خاصة به، لا تتطابق مع الواقع الدولي الجديد الذي يتشكل تباعاً، كنتيجة مباشرة لفشل المشروع الإرهابي الأميركي وهزيمته في سورية.
فتنظيم داعش وأخواته في الإرهاب والإجرام كـ»قسد» وغيرها، والتي ما زالت تنتشر في بعض المناطق السورية، تحت الرعاية المباشرة من واشنطن وأنقرة، لم يعد أمامها الكثير من الوقت كي تواصل تنفيذها لأجندات ترامب وأردوغان التي تستهدف سورية أرضاً وشعباً وتاريخاً وحضارة، فالدولة السورية ماضية في تحريرها لجميع أراضيها من رجس الإرهاب، ومن أي وجود أجنبي غير شرعي وقانوني، وهي قد تعلن المعركة النهائية في أي لحظة.
ونتيجة لفشل مشروع أميركا الإرهابي في سورية، نلاحظ أن الأميركي دخل في حالة من التهور وعدم الاتزان، مما جعله يستمر بالعدوان على سورية بأشكال مختلفة حتى بالحصار الاقتصادي بالتعاون مع الفرنسي والبريطاني بحجج واهية، وما زال يواصل التهديد بالعدوان العسكري بمناسبة أو من دون مناسبة، كما ترافق ذلك بارتكابه حماقات عدوانية على السوريين بأشكال أخرى، تجلت بإعلانه غير القانوني حول الجولان السوري المحتل.
أما بالنسبة لبقية الدول التي ذكرنا، فإننا نلاحظ أن واشنطن وإدارتها تتعامل مع هذه الدول بالمقاييس والمعايير المزودجة نفسها، تحت تأثير أحلامها وأوهامها بإعادة الهيمنة والسيطرة على العالم، وهذا ما جعلها تصطدم كل يوم بحقائق لا يمكن لترامب ولا لأميركا أن تتجاوزها، تجسدها إرادة الشعوب المؤمنة بأوطانها وحقوقها ومستقبل أبنائها، بعيداً عن أي تدخل خارجي، والصفعة التي وجهها الفنزويليون لإدارة ترامب أكبر دليل وأقوى برهان، وصفعة جديدة ستُسجل بعدها صفعات أخرى، إن لم تتراجع الإدارة الأميركية عن سياسات البلطجة والعدوان.
نافذة على حدث
راغب العطية
التاريخ: الخميس 2-5-2019
رقم العدد : 16969
السابق
التالي