كل عام نحتفل في الأول من أيار كغيرنا من الدول في عيد العمال العالمي، وكل عام يكون الاحتفال بتعطيل الجهات العامة والخاصة وبزيارات بروتوكولية لاتحاد العمال لتقديم التهاني لهم وللعمال من خلالهم، وقد يترافق ذلك بمهرجان خطابي هنا وآخر هناك يتخلله تكريم بعض العاملين في هذه المؤسسة أو تلك، وبعد ذلك ندير ظهرنا لطبقتنا العاملة بقية أيام السنة، حيث نتجاهل معاناتها ورواتبها (الميتة) وفي الوقت نفسه نطالبها بالمزيد من العمل لرفع وتيرة الإنتاج الذي تضعه الحكومة شرطاً أساسياً لزيادة الرواتب والأجور للعاملين!.
وهنا نقول إن عمالنا يستحقون التقدير والتكريم طوال العام وليس يوم الأول من أيار وحسب، وتكريمهم يجب أن يكون بأشكال ومضامين متعددة وليس بالكلام ورفع الشعارات والوعود التي لا تغني ولا تسمن من جوع، ولعل من أبرز أشكال ومضامين تكريم عمالنا – الذين كانوا أبطالاً حقيقيين في مواجهة الإرهاب إلى جانب جيشنا الباسل – معاملتهم معاملة حسنة من رؤسائهم ونقابتهم، وإدارتهم وإدارة مؤسساتهم بالمحبة والتواضع والقانون والعدل، وليس بالمزاج والعلاقات الشخصية والمصلحية والمرضية، وتحفيزهم بالكلمة الطيبة وتشجيعهم على المبادرة والثناء على من يستحق الثناء منهم، ومكافآة المميزين مادياً ومعنوياً، والتشاور معهم في كل ما يخصهم ويخص عملهم وتطوير أو استثمار مؤسساتهم جزئياً أو كلياً.
ومنها أيضاً الإسراع في إصدار التعديلات اللازمة على قانون العاملين الأساسي أو إصدار قانون جديد نتلافى فيه كافة الثغرات ونقاط الضعف في القانون الحالي، وتثبيت المؤقتين منهم، وزيادة الرواتب والأجور والتعويضات بما يتناسب مع غلاء الأسعار ويوفر لهم حياة كريمة، ويمنع أياً منهم الدخول في زواريب الفساد بحجة الحاجة، وتطبيق مشروع الإصلاح الإداري قولاً وفعلاً وبحيث لا يصل إلى رأس مؤسساتهم ومفاصلها الرئيسية إلا من تنطبق عليه شروط إشغالها من كفاءة وتسلسل إداري ونزاهة وفكر تطويري..الخ
كل ما تقدم نضعه برسم المعنيين في بلدنا.. وكل يوم وكل عام وعمالنا الشرفاء ووطننا بألف خير.
على الملأ
هيثم يحيى محمد
التاريخ: الخميس 2-5-2019
رقم العدد : 16969