مهرجـــان (إيبــلا الثقافي) بالتعــــاون مـــع فــــرع إدلــــب لاتحــــــاد الكتــــاب العـــــرب يحتفــي بالشـــــعر والأدب
لانأتي بجديد إذا قلنا أن سورية أرض الحضارة, ومهد الأبجدية, منها كان اللون الأول والنوتة الموسيقية والشعر الفصيح الجميل المعبّر, ومن رحمها ولد الكبار, سفراؤنا الحقيقيون إلى العالم, ابناء الكلمة والإنسانية والحياة, فكان بدوي الجبل ونزار قباني وعمر أبوريشة وكوليت خوري والقائمة تطول.
على مدى يومين أقيم في مكتبة الاسد بدمشق مهرجان (إيبلا الثقافي) بالتعاون مع فرع إدلب لاتحاد الكتاب العرب, حيث تضمن اليوم الأول الحديث عن «القصة» ودورها المهم في حياتنا وملامستها للواقع, فقدم مجموعة من القاصين والأدباء عدداً من القصص التي تحاكي الإنسان والمجتمع بقالب جميل ولافت, ليأتي اليوم الثاني مليء بالشعر وعبق الكلمة الصادقة المفعمة بالإنسانية والحب والعطاء.
الإعلامي والشاعر محمد خالد الخضر الذي أدار المهرجان أكد أن الثقافة هي المشروع الأسمى والأبهى, وهي الحصن المنيع الذي نحتمي به جميعاً, لافتاً أن مايقدمه كتّابنا وشعراؤنا جدير بالحب والاهتمام, لأننا أبناء الشمس التي لن تغيب, ولأن وجودنا هنا بين أحضان قاسيون الشامخ, وعلى كتف نهر بردى العظيم يختزل انتصار السوريين على الإرهاب والجهل والفكر الظلامي, ويقدم الأمثولة الحقيقية في معنى إرادة الحياة.
الشاعر محمد حسن العلي ألقى قصيدة غلب عليها الطابع الوطني تحت عنوان (في قاسيون الشام) عبر فيها عن انتمائه للوطن وحبه الكبير لسورية فقال:
في قاسيون الشام كان لقاؤنا
والياسمين يضوع بالأكباد
معشوقتي هي مهرة عربيةٌ
ماست بقد قوامها المياد
بدوره الشاعر بديع صقور بيّن في قصيدته (عرب) الحال الذي وصلت اليه بلاد العرب جراء إمعان أنظمتها في التواطؤ بالحرب على سورية والعمالة للغرب فقال:
بردى يصيح..
و كلمَا صحت يا أهلي رأيت دمي
على سكاكين أهلي كيف يندلق
لو أن أهلي.. أهلي لاستجرت بهم..
أنت انصحني بمن
من أهلنا أثق
وفي قصيدته التي جاء عنوانها (رسالة من السماء) جسد الشاعر صفوان بيضون حكاية الطفل الذي خرج مع أهله من الفوعة خلال حصارها من قبل الإرهابيين الذين قتلوه في مجزرة الراشدين فراح الشاعر يتخيل حديثه إلى أهله من العالم الآخر فقال:
لا تبحثي يا أم عني في الصور
جسدي تفحم بل تلاشى واندثر
قد كنت أرقب خبزة اقتاتها
فاذا أنا يقتاتني حقد غدر
أما الشاعر أسامة شحادة فألقى قصيدة بعنوان (في النفس) عبر فيها عن فلسفة إنسانية ورؤية الشاعر للألم والروح وتداعيات الحياة بأسلوب عاطفي موزون فقال:
قصيدة في النفس
مثل الجمان قد انحدر
هتان باح بما استتر
فالروح تاقت روحها
لنعيم خلد في سقر
الشاعر علي الدندح ألقى قصيدة بعنوان (فعل أمر) عبر فيها عن روح الشباب المتفائلة والأمل بغد أكثر جمالا موشى بالفرح بشكل حديث في تركيب القصيدة فقال:
خارج النبض.. ببحر
حين يعطر صوتك أجنحتي
أخرج للشمس فراشا ً
يراودني حلم الطيران
لكن..حين يدق النبض بصدري..
يرتعش الحب الأول.. من صوتك
كي أكتب..
نص العشق على الزهر المشغول
بقوس الألوان
وفي ختام المهرجان تم تكريم باقة من الأدباء المشاركين والإعلاميين الذين لهم بصمة في المشهد الثقافي السوري خلال سنين الحرب على سورية.
ammaralnameh@hotmail.com
عمار النعمة
التاريخ: الجمعة 3-5-2019
الرقم: 16970