أهمية تكامل الأدوار بين المدرسة والأهل

انطلاقاً من الدور الاستراتيجي لقطاع التربية والتعليم، كقطاع رافد للقطاعات الاقتصادية والخدمية كافة، على صعيد المدخلات الضرورية من الموارد البشرية، وتأسيساً على الدور الذي يضطلع به كرافعة استراتيجية لعملية التنمية، فقد حظي هذا القطاع باهتمام كبير من التوسع في بناء المدارس التعليمية والمهنية والمعاهد المتوسطة الفنية وغيرها، والعمل بصورة مكثفة من أجل تأمين مستلزمات التربية والتعليم.. إضافة إلى التزام الدولة المطلق بسياسة إلزامية التعليم في الحلقتين الأولى والثانية، ومجانيته في مختلف مراحله..
ولكن تبقى هموم ومشكلات قطاع التربية والتعليم بشكل عام محط التساؤلات.. فكم من الأمثلة صدحت بعناوين عريضة عن أهمية العلم والتعليم..! وكم من الوصايا التي حثت على الاهتمام بالجذور والقواعد الأساسية للتعليم..! ولم تسلم المؤسسات التعليمية من الإصابة بداء الفوضى فعلى أبوابها تتجلى مظاهر كثيرة بدءاً من انتشار التكنولوجيا التي فرضت نفسها بسلبية إلى حد ما لأغلب المرافق، وليس انتهاء بغياب الوعي لدى بعض الأهالي الذي يساعد في ظهور الخلل..
نحتاج الحماية القانونية..
تحدثت فيفيان عباس مديرة مدرسة فاطمة العلي عن واجب المعلمين والمعلمات والأهل والدور المتكامل ليتم الوصول بالعملية التعليمية إلى الشكل المطلوب من خلال توعية الأطفال بشكل غير مباشر ومراقبة سلوكهم ومراقبة جميع الأغذية حيث تقوم المعلمة بتعزيزه بالسلوكيات الواجب اتباعها، أما بالنسبة للفوضى فلفتت عباس إلى واجب الأهل إلى الانتباه على فكرة أساسية وهي الاعتقاد بأن يترك الطفل على راحته وهذا مبدأ خاطئ مع الكم الهائل من الأطفال.. فالأذية الجسدية من أكثر المخاطر حدوثاً.. وتابعت قولها:
لدينا 800 طفل في الباحة والمساحة ضيقة جداً، مع وجود ست معلمات فقط للمتابعة.. ما يتوجب أن يكون هناك تعاون بين الأهالي والمدارس.. حتى لا نضطر لوضع الضوابط غير القانونية حسب رأي العلي. مبينة أن الأجهزة الخليوية التي انتشرت بكثرة حدّت من مستوى التفكير والحوار، وحل المشكلات، والأهم أن يكون هناك مساحة بالقانون وفي النظام الداخلي كي تحمينا وألاّ ينظر إلينا إلا كمربين فقط.. ويجب أيضاً ألا يعاقب أي أستاذ ومدرس ومدرسة على أخطاء التربية البيتية.. حتى نمنع من ظهور اللامبالاة من قبل معظم المعلمات نتيجة الخوف من العقوبة من هنا تأتي أهمية المساحة الحرة المسؤولة للمعلم.. لا أن نأخذ القانون بحرفيته.. فكم من أخطاء وقعت علينا نحتاج التوقف عندها وكم من المشكلات تكبر نتيجة اللامبالاة..
عصر الفوضى
وأضافت عباس بقولها: عصر السرعة صنع عصر الفوضى عند الإنسان عموماً وعند الأطفال واليافعين خصوصاً.. ففي المدارس تلك البيئة المصغرة والملونة بشرائح مختلفة تتجلى الفوضى بشكل صريح وواضح، وإن كانت أسبابها من خارج المكان، الأسباب التي أتت من البيت حيث التربية والشارع والحياة العامة وأسلوب الحياة الجديد برفقة عالم النت السبب البعيد القريب الذي خرق النظام في العادات الإيجابية واحترام الأساسيات من أشخاص وأمكنة ووقت، فبات التلميذ دونما إرادة لديه فوضى في مشاعره ورغباته وميوله.
وأوضحت عباس أنه في المدرسة يجب أن يُحتوى التلميذ وتُوجه فوضويته وطاقته نحو فعل نافع لتكون (فوضى خلاقة) ربما من خلال الدرس أولاً فقد أتت المناهج الجديدة بأسلوب جديد وهو تفعيل دور الطالب بالعملية التعليمية حيث أصبح دوره أكبر من المدرس نفسه من حيث البحث والإبداع والإنتاج.. حيث الأطراف الثلاثة من إدارة ومرشد ومدرس لهم المسؤولية..
دور المرشد النفسي
ونوهت المدرسة رويدة معنا في هذا الإطار بقولها: إنه يجب أن تكون المدرسة مثال الإدارة الصارمة في تطبيق نظام احترام المكان والأشخاص والالتزام بالدرس والمسؤولية فهذا طرف جيد لكبح الفوضى غير المضبوطة في السلوك.. إضافة لدور المرشد النفسي المهم جداً لتوجيه التلميذ وتفهم مشكلاته الخاصة والمساعدة في حلها بشكل شخصي وسري ليصل إلى الراحة المطلوبة..
فيما الدور الأكبر داخل الصف يقع على المعلم عند تطبيق الدرس المقرر للمنهج الجديد الذي يتطلب العمل الجماعي والبحث والإنتاج كما أسلفنا الذكر… فتعامل المدرس مهم جداً من حيث طريقته الحكيمة في سير العملية لتنجح مستثمراً كل طاقة الطالب للتفاعل والإبداع بدل فوضويته الضائعة حين يكون الدرس عبارة عن تلقين.. وطبعاً هذا يتحقق في جميع أنواع الدروس والحصص العلمية فبعد التطبيق الصحيح على أرض الواقع لُوحظت نتائج مهمة للطلاب واكتشاف ذواتهم وقدراتهم المختبئة..
هذا الواقع يحتاج تحقيقه الأطراف الثلاثة من إدارة ومرشد ومدرس للمهام بشكل صحيح، كي لا يكون الأمر خطيراً على التلميذ وعلى مستقبله وعلى المجتمع ككل..
وأشارت ابتسام يوسف والدة إحدى الطلبة إلى دور البيئة الاجتماعية التي اعتبرتها العامل الأكثر تأثيراً في تفسير سلوك الطالب داخل فصله المدرسي.. وذلك من خلال رفقاء السوء.. وسلوكيات الشارع..
والذي ينبع من مسؤولية الأهالي، بسبب إهمالهم وعدم متابعة أبنائهم والتعرف عن قرب على طبيعة علاقاتهم والأماكن التي يتواجدون بها وأضافت أن كثيراً من الأطفال يمارسون ألعاباً وتصرفات تنمّي غرائزهم العدوانية.. لافتة إلى خطورة المحتوى الذي يتابعونه في بعض البرامج التلفزيونية.. أو القصص والمقاطع المنشورة في الانترنت.. مثل برامج المصارعة وأفلام الرعب والآكشن التي لا تناسب أعمارهم..
أخيراً يمكننا القول.. إن هناك ميزانيات كبيرة صرفت وما زالت تصرف.. مخصصة لذلك وأنفقت وما زالت تنفق موازنات كبيرة.. وهي تشكل نسباً مقبولة من إجمالي اعتمادات الموازنة العامة طوال العقود الماضية.. شكلت صورة تحفيزية أدت إلى إقبال مجتمعي واسع على التعلم، أسهم بصورة واضحة في تحقيق نمو مضطرد في عدد طلاب الجامعات والمعاهد المتوسطة والمدارس فكان من الواجب المتابعة الدائمة والحرص ما أمكن على المستوى المطلوب للوصول بالعملية التعليمية كما هو الواجب..

بشرى حاج معلا
التاريخ: الجمعة 3-5-2019
الرقم: 16970

 

آخر الأخبار
أنشطة خدمية وجولات ميدانية لتحسين واقع الحياة في مدينة سراقب الصالح يبحث مع يرلي كايا تعزيز التعاون في إدارة الكوارث منتدى الاستثمار  السوري – السعودي ينطلق في دمشق.. وزير الإعلام:  سوريا تربة خصبة وسوق واعدة للاستثم... منتدى الاستثمار السوري السعودي.. خطوة كبيرة في مسار الانفتاح الاقتصادي عمر الحصري رئيس هيئة الطيران المدني بعيد تكليفه: أتعهد بإطلاق منظومة طيران آمنة وفعالة المنتدى السوري السعودي يؤسس لشراكة نوعية.. وزير الإعلام: 44 اتفاقية بقيمة 6 مليارات دولار القطاع التأميني يتحرّك.. لجنة فنية وملتقى دولي وتدريب حديث مرسوم رئاسي بتعيين شادي سامي العظمة رئيساً لهيئة التميز والإبداع تعزيز التنسيق في إدارة الطوارئ.. زيارة رسمية لوفد وزارة الطوارئ السورية إلى أنقرة التوسع باختصاصات الصيدلة ودعم الخريجين في الشمال مرسوم رئاسي بتعيين عمر الحصري رئيساً للهيئة العامة للطيران المدني قيمة تأسيسية في مسار بناء الوعي.. التطوع جوهر الشراكة المجتمعية "توب بلاستيك" قصة نجاح من غازي عنتاب إلى حسياء الصناعية يعكس ثقة استثمارية سعودية متزايدة.. إطلاق أول مصنع للإسمنت في سوريا "حمزة لم يحمل سوى شارة الإنسانية".. قلق متصاعد بعد اختطاف متطوع  الدفاع المدني بالسويداء العمل على إصدار تعرفة نقل منصفة.. 20 باص نقل داخلي في طرطوس حلب تستعيد نبضها.. مشاريع تعافٍ وأمل بالعودة الآمنة للمهجرين في مشهد تفاقمها.. تحديات تعيق الاستثمارات في النفايات دخول قافلة مساعدات إغاثية لمحافظة السويداء أول مشروع لصناعة الإسمنت الأبيض في سوريا.. اطلاق مصنع "فيحاء" للاسمنت بعدرا