لكل عيد طقوس استقبال خاصة به، اذ تستعد النفس لتحضير ذاتها بالأفضل من كل شيء ، ففي عيد أنبل البشر وأطهر الناس نجهد أنفسنا في تحضير ما يليق بهذا العيد وبمن قدموا الأرواح رخيصة وسقوا الثرى بدمهم ولقوا وجه ربهم وهم عطاش، قد لا ننتبه بأن ذات الأرض كرمتهم وردت لهم بعضاً من جميلهم، ففي هذا العيد بالذات تتسابق كل الورود لتتفتح أزهارها المتنوعة وخاصة الحمراء لتنشر عبقها وعطرها وترسله وتلقي التحية والسلام للأرواح الطاهرة بطريقتها العفوية والبريئة بعيدا عن أعيننا ومعرفتنا وإدراكنا بماذا تقوم به تلك الورود أينما كانت.
فهل انتبهنا وأدركنا نحن البشر فعل الورود بعيد النبل هذا ولماذا تصر كل ورود الأرض على تفتح ازهارها بهذا الشهر تحديدا؟ وهل يكون لبعض عادتنا وتقاليدنا من زيارة للأضرحة المقدسة وإشعال البخور وقراءة الفاتحة، من وزن أو قيمة توازي ما تقدمه هذه الورود والتي تبدو ضعيفة بجسدها لكن فعلها كبير وله مغزى عظيم عظيم؟!.
التحية كل التحية والإجلال لأرواح الشهداء الابرار في عيدهم الجليل ونحن اذ نمضي كل يوم من عمرنا في زيارة أضرحتهم المقدسة والتبارك بطهرهم نبقى مقصرين مقابل ما قدموه . لنكن أوفياء للأرواح الطاهرة والدم المقدس ونستقبل عيدهم أفضل واحسن استقبال، ونحسن ذكر الشهيد وأفعاله، لتبقى أفعاله وسجاياه راسخة في ذاكرة كل جيل يمضي ببناء وطنه نحو الرفعة والمجد، وليبقى دم الشهيد وتضحيته وقيمه النبيلة، اللبنة الأساسية في إعمار النفوس أولا في كل جيل وفي كل الأزمنة، لأن اسم الشهيد وفعل الشهيد وما قام به الشهيد عظيم وعظيم جداً.
السلام والتحية للأرواح الطاهرة السامية السموحة، والرحمة والغفران والخلود، لكل روح سمت وتعالت على الحياة الدنيا.
سمر رقية
التاريخ: الثلاثاء 7-5-2019
الرقم: 16971