يرخي الوضع -المهيأ للتحرير في أي لحظة- في الشمال السوري بظلاله على تطورات المشهد الميداني والسياسي، في ظل تواتر المعلومات ومن مصادر متفرقة عن قرب بدء معركة تحرير وتطهير ما تبقى من المناطق التي تسيطر عليها التنظيمات والمجاميع الإرهابية في أرياف حلب وحماة واللاذقية، ولاسيما مدينة إدلب التي تشكل عقدة وطريق الحل السياسي في آن معاً.
يأتي ذلك في ظل ورود معلومات مؤكدة عن قيام التنظيمات الإرهابية بتحشيد وتجميع قواها من أجل استهداف مواقع الجيش العربي السوري ومناطق المدنيين الأبرياء، وهذا ما يشرع الباب على مصراعيه أمام كل الاحتمالات والخيارات بما فيها الكارثية التي قد تدفع بأطراف الإرهاب وأدواتهم إلى ما بعد حافة الهاوية، وخصوصاً مع الإصرار الواضح والمعلن من قبلهم على التشبث بخيارات دعم وحماية التنظيمات الإرهابية والرهان على بقائها كورقة رابحة في الجغرافيا السورية من أجل الاستثمار في كل مخرجات الحلول السياسية المرتقبة، وهذا ينطبق بشكل خاص على الأميركي والتركي.
الأهم أن تفهم وتعي منظومة العدوان خطورة التداعيات التي يحملها إصرارها على التشبث بدعم الإرهابيين المتواجدين في الجغرافية السورية، خاصة النظام التركي الذي لايزال يحاول الابتزاز في الهوامش والمساحات التي يحاول خلقها بالمماطلة وشراء الوقت والهروب إلى الأمام.
بحسب المعطيات المتراكمة والمتزاحمة على جانبي الأحداث، فإن التطورات الميدانية المتلاحقة قد تضيف الكثير إلى معادلات المرحلة المقبلة في ظل الانهيارات المتدحرجة لمنظومة الإرهاب برمتها، ولاسيما بعد اتساع رقعة الاشتباك لتشمل المنطقة بأسرها، وهذا بدوره قد يضع المشهد أمام خيارين لا ثالث لهما، إما الاندفاع الى الحل السياسي وفي أسرع وقت، وإما الدفع به إلى حافة الهاوية وعلى دول العدوان تحمل التبعات والتداعيات الكارثية لدعم الإرهاب والرهان عليه.
نافذة على حدث
فؤاد الوادي
التاريخ: الثلاثاء 7-5-2019
رقم العدد : 16971
السابق
التالي