صحيح أن دمج المؤسسة العامة للحبوب مع المطاحن والصوامع بمؤسسة واحدة أصبحت (السورية للحبوب) يسهم في دمج الإمكانيات المتوفرة لتقوية المؤسسة وتوحيد الجهود للارتقاء بعمل هذه المؤسسة العريقة لكن الصحيح أيضاً أن المؤسسة تواجه في هذه الظروف الصعبة مهمة كبيرة مع بدء التحضيرات لموسم الحبوب الذي أقل ما يمكن القول عنه إنه موسم استثنائي ليس لجهة الإنتاج الوفير المتوقع وإنما التحدي الكبير هو النجاح في استلام كامل الإنتاج وتعزيز ثقة المنتجين بالمؤسسة.
وإذا كان لكل عمل معطياته وظروفه المتبدلة حتماً بتبدل الزمان والمكان وما يستجد من هذه الظروف ولا سيما القاهرة منها والتي تكون خارج إرادة الذين يخططون للعمل أو يقومون بتنفيذه خاصة أن ما يحدث في مواسم الحبوب من ظروف متجددة وفقاً لمعطيات العمل المتعلقة بالدرجة الأولى بالعوامل الجوية يسبب بعض الإشكالات في استلام إنتاج الإخوة الفلاحين لكن اليوم ورغم الشعارات الكبيرة التي تتصدر عادة أعمال مؤتمرات الحبوب التي تسبق كل موسم وكلها تتجه نحو تطوير أساليب التسويق وزيادة الطاقة التخزينية بما يواكب زيادة الإنتاج وأتمتة أساليب التسويق والارتقاء بمواصفات الحبوب المسوقة نحو المواصفات العالمية وزيادة القدرة التنافسية للحبوب السورية إلا أن المسألة الآن تجاوزت أساليب التسويق والطاقات التخزينية وأصبحت تستهدف بالدرجة الأولى الحصول على حبات القمح على قاعدة أن الشعارات وحدها لا تكفي وأن الضرورات تتطلب اليوم ألا نقف عند الحد الذي وصلنا إليه من العمل في تحقيق أمننا الغذائي بل لا بد من بذل كل الجهود التي تساهم في الحفاظ على هذه الثروة الوطنية والعمل على زيادتها ولا سيما أن سورية استطاعت أن تحقق أمنها الغذائي بفضل سياستها الحكيمة وكانت من أوائل دول المنطقة التي تصدر القمح.
موسم الحبوب لهذا العام هو موسم استثنائي ليس لجهة الإنتاج فقط وإنما العمل المطلوب من مؤسسة الحبوب والجهات المتعاونة معها لأن التحديات بمختلف أشكالها تتطلب من الجميع المزيد من الجهود الاستثنائية والحرص المشترك على كل حبة قمح.
موسم الحبوب هو الآخر معركة في هذه الظروف الصعبة وأحد أشكال التحديات التي يواجهها الشعب السوري عبر تمتين الخندق الاقتصادي.
ولعل اللافت منذ بداية الاستعدادات لموسم الحبوب هذا العام أن شعار العمل هو الحصول على حبات القمح، فالهدف والغاية ومجمل الجهود ستكون باتجاه استلام كل ما يعرض على المؤسسة من أقماح وأن العمل سيستمر أيضاً في هذا العام كما في العام الذي سبقه من حيث الإجراءات الخاصة باستلام كامل الإنتاج من الفلاحين وعلى قاعدة الثقة المطلقة فيما يتعلق بمستوى الأداء والكفاءة والنزاهة.
والأمل الكبير اليوم بكل العاملين في المؤسسة وكل المنتجين من الإخوة الفلاحين أن تتوحد الجهود لكسب الرهان كما اعتدنا منهم دائماً، فاليوم كلنا جنود نقاتل في مواجهة التحديات وخنادق المواجهة مختلفة كما هي الحروب المستمرة على سورية ومنها الحرب الاقتصادية.
الكنـــــز
يونس خلف
التاريخ: الثلاثاء 7-5-2019
رقم العدد : 16971