أميركا ترفع سقف التصعيد.. موسكو تحملها المسؤولية و«الأوروبي» يحذر! إيران تخفض تعهداتها بالاتفاق النووي.. وتمهل الدول الأعضاء 60 يوماً لتنفيذ التزاماتها

رداً على سياسة التصعيد الأميركي ضد إيران، وفرض المزيد من العقوبات الجائرة ضدها، وفي رسالة تحذيرية للاتحاد الأوروبي كي ينفذ ما يتوجب عليه بشأن الاتفاق النووي، اتخذت طهران أمس خطوات جديدة قلصت خلالها التزاماتها بالاتفاق النووي وأمهلت الدول الأعضاء 60 يوماً لتنفيذ تعهداتها، وقد حملت روسيا التصرفات الأميركية المتهورة مسؤولية تبعات القرار الإيراني، فيما ركبت الولايات المتحدة رأسها ورفعت سقف تهديدها ووعيدها، لتلحق بها دول الاتحاد الأوروبي بالمزيد من التحذير، متناسية أنها تتحمل أيضا مسؤولية عدم التزامها الكافي بما نص عليه الاتفاق النووي، خلافا لالتزام إيران الكامل بالاتفاق.
فقد أعلن الرئيس الإيراني حسن روحاني أن بلاده اتخذت خطوات جديدة في إطار الاتفاق النووي ولم تخرج منه لأن انهياره خطر على إيران والعالم بأسره.
وقال روحاني في كلمة أمس: بعد أن استنفدنا آليات الاتفاق وقدمنا كل ما هو مطلوب منا فإننا نعلن عن خفض تنفيذ بعض التعهدات بناء على بنوده ومنذ اليوم سنوقف بيع اليورانيوم المخصب والماء الثقيل وسنمهل الأطراف الخمسة المتبقية في الاتفاق النووي 60 يوما لتنفيذ تعهداتهم.
وأوضح روحاني أن أميركا والكيان الإسرائيلي وبعض الدول الرجعية في المنطقة كانوا يعادون إيران والاتفاق النووي منذ بداية تطبيقه مؤكدا أن إيران تدافع بالقرار الذي اتخذته عن حقها الشرعي والقانوني من خلاله ولن تسمح للولايات المتحدة بأن تبدل هذا الاتفاق بمنطق الربح والخسارة.
ولفت إلى أن الأطراف الأوروبية في الاتفاق النووي خطت خطوات إيجابية لكنها غير كافية مذكرا بأن الوكالة الدولية للطاقة الذرية سبق وأكدت 14 مرة التزام إيران بتعهداتها في إطار الاتفاق.
وشدد على أن الاتفاق النووي لن يستبدل وفق ما تريد الولايات المتحدة، وقال نحن لا نطلب منكم أن تعملوا وفقا لمصلحة إيران بل نقول لكم أعملوا لمصالح دولكم مضيفا: إذا كان الاتفاق النووي لأمن المنطقة والسلام العالمي يجب على الجميع أن يطبقه وأن يدفع تكاليفه.
وفي هذا السياق أعلن المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني أن إيران ستوقف منذ اليوم «أمس» بعض إجراءاتها في الاتفاق النووي، مشددا على أن إيران ستبدي ردة فعل حازمة وسريعة على أي إجراء غير مسؤول من قبل الدول الموقعة على هذا الاتفاق.
وقال المجلس في بيان له إن إيران لا تعتبر نفسها حاليا ملزمة بمراعاة القيود المتعلقة بالاحتفاظ باحتياطي اليورانيوم المخصب واحتياطي الماء الثقيل.
وأعلن المجلس أنه أعطى مهلة 60 يوما للدول المتبقية في الاتفاق النووي لتنفيذ تعهداتها خاصة في المجالين المصرفي والنفطي وأضاف في هذه المهلة اذا لم تكن الدول المذكورة قادرة على تأمين مطالب إيران فإنها في المرحلة التالية ستوقف مراعاة القيود المتعلقة بمستوى تخصيب اليورانيوم والاجراءات المتعلقة بتحديث مفاعل اراك للماء الثقيل.
وتابع المجلس أنه عندما يتم تأمين مطالبنا فإننا سنستأنف أيضا تعهداتنا المتوقفة بذات مستوى التنفيذ وإلا فستوقف إيران تعهداتها الأخرى مرحلة تلو مرحلة، مشيرا إلى أن إيران مستعدة للاستمرار بمشاوراتها مع الأعضاء المتبقين في الاتفاق النووي على جميع المستويات ولكنها ستبدي ردة فعل حازمة وسريعة على أي إجراء غير مسؤول ولا سيما تحويل القضية إلى مجلس الأمن الدولي أو فرض مزيد من العقوبات.
وفي هذا الصدد أعلنت مصادر إيرانية أنه وبعد مرور عام كامل على خروج الولايات المتحدة من الاتفاق النووي وعدم وفاء الاتحاد الأوروبي بالتزاماته تجاه إيران فإنها تعتزم اتخاذ قرارات تهدف إلى حماية المصالح الوطنية.
وذكرت وكالة الأنباء الايرانية ارنا أن إيران سلمت سفراء بريطانيا وفرنسا والمانيا وروسيا والصين لديها رسائل تتضمن قرارها بوقف تنفيذ بعض التزاماتها في إطار الاتفاق النووي.
وفي رسالة أخرى أرسلها وزير الخارجية محمد جواد ظريف إلى فيديريكا موغريني الممثلة العليا للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية تم إبلاغها بتفاصيل الإجراءات الإيرانية بصفتها منسقة اللجنة المشتركة للاتفاق النووي.
وأكد ظريف أن الإجراءات التي أعلنت إيران عن اتخاذها تأتي في إطار الاتفاق النووي وليست خروجا عنه. وقال ظريف في تغريدة له أمس في 8 أيار 2018 انسحبت الولايات المتحدة من الاتفاق النووي وانتهكت قرار مجلس الأمن 2231 ولم تكتف بذلك بل ضغطت على بقية الدول ومن بينها الدول الأوروبية الثلاث للقيام بخطوة مماثلة.
وأضاف ظريف: بعد عام من الصبر إيران ستوقف تنفيذ الاجراءات التي جعلت الولايات المتحدة من استمرارها أمرا مستحيلا.. وإجراءاتنا هذه تتم في إطار الاتفاق النووي، موضحا أن الأطراف المتبقية في الاتفاق النووي أمامها نافذة على وشك الإغلاق لإعادة الأوضاع إلى مسارها.
وفي الإطار ذاته أكد مساعد الرئيس الإيراني رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية علي أكبر صالحي أن بلاده قادرة على بلوغ تخصيب اليورانيوم بنسبة 20 بالمئة في غضون 4 أيام.
بدورها أكدت هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الإيرانية الجهوزية الكاملة للحفاظ على أمن البلاد وأن أي تحركات عدائية محتملة ضد إيران ستواجه برد مؤلم.
وفي موسكو أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف خلال مؤتمر صحفي مع نظيره الإيراني محمد جواد ظريف أهمية الحفاظ على الاتفاق الذي تم التوقيع عليه قبل 4 سنوات وتبناه مجلس الأمن الدولي بالإجماع في القرار 2231 مشيراً إلى أن انسحاب واشنطن منه خرق للقرار الأممي ويؤدي لتوتير الوضع في المنطقة.
وبين لافروف أن تصرفات الولايات المتحدة تعرقل تطبيق الالتزامات التي أخذتها الدول الموقعة على الاتفاق النووي على عاتقها، مشيراً إلى أن هذه التصرفات غير المسؤولة هي السبب في وقف إيران تنفيذ بعض بنود الاتفاق.
بدوره أكد المتحدث باسم الكرملين ديميتري بيسكوف أن قرار إيران وقف تنفيذ بعض بنود الاتفاق النووي جاء نتيجة الخطوات المتهورة للولايات المتحدة.
وفي بكين شددت وزارة الخارجية الصينية على وجوب تنفيذ الاتفاق النووي المبرم بين مجموعة خمسة زائد واحد وإيران عام 2015 بالكامل وأن تلك الدول الموقعة عليه مسؤولة عن ضمان تحقيق ذلك.
وفي سياق التصعيد الاميركي أصدر الرئيس الأميركي دونالد ترامب مرسوما تنفيذيا يفرض بموجبه عقوبات جديدة على إيران، تستهدف قطاع المعادن للجمهورية الإسلامية.
وجاء في بيان للبيت الأبيض أن العقوبات الجديدة تستهدف قطاع المعادن الإيراني، وخاصة صادراتها من الحديد والصلب والألمنيوم والنحاس.
وعلى الفور أعلنت الخارجية الإيرانية، بعد ساعة من إعلان ترامب فرض حزمة جديدة من العقوبات على الجمهورية الإسلامية، بأنها تنوي الانسحاب من الاتفاق النووي على مراحل.
وقال نائب وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي في تصريح تلفزيوني أدلى به، مساء أمس: طرحنا على الأجندة الانسحاب من خطة العمل الشاملة المشتركة، وسيجري الخروج منها على مراحل.
كما أكد مصدر مسؤول كبير في البيت الأبيض أن الولايات المتحدة الأمريكية ستفرض عقوبات جديدة على إيران قريبا جدا. وادعى المسؤول بأن قرار إيران إنهاء امتثالها لبعض بنود الاتفاق النووي ليس سوى ابتزاز نووي لأوروبا حسب زعمه.
كذلك تعهدت الولايات المتحدة بأن ترد بقوة على أي هجوم عليها أو على حلفائها من قبل إيران، مؤكدة عزمها مواصلة سياسة «الضغط الأقصى» على الجمهورية الإسلامية.
وعلى خطا التصعيد الأميركي حذرت بريطانيا من أن إيران ستواجه عواقب إذا تراجعت عن اتفاقها النووي.
أوضح مارك فيلد وزير الدولة في وزارة الخارجية أمام البرلمان البريطاني، «إعلان طهران خطوة غير مرحب بها»، وذلك بحسب ما نقلت عنه وكالة «رويترز».
وفي برلين قال متحدث باسم الحكومة الألمانية إن ألمانيا ترى أن تصريحات الحكومة الإيرانية مؤسفة وتحثها على عدم الإقدام على أية خطوات عدائية حسب تعبيرها.
في سياق متصل أعلن الاتحاد الأوروبي أنه يتابع «بقلق القرارات الإيرانية بشأن الاتفاق النووي ويقيم تداعياتها مع أعضاء اللجنة المشتركة».
وتابع الاتحاد الأوروبي: ما زلنا ملتزمين بشكل كامل بخطة العمل المشتركة والشاملة مع إيران التي تهدف إلى تعزيز أمن المنطقة والحد من الانتشار النووي.
وكالات – الثورة
التاريخ: الخميس 9-5-2019
رقم العدد : 16973

آخر الأخبار
"في مجبينة... الأرض تعود خضراء بجهود نساء حلب" حلب تتسلم إدارة الوحدات المحلية في الباب وجرابلس "رويترز": القوات الأميركية انسحبت من قاعدتين أخريين في شمال شرق سوريا هموم بحاجة لحلول في اجتماع الأسرة الزراعية بدمشق وزير الخارجية يبحث مع نظيره الألماني هاتفياً تعزيز العلاقات الثنائية بحث لقياس قوة العمل والبطالة في درعا السفارة الأميركية: دعم واشنطن لعودة السوريين من مخيم الهول خطوة نحو إنهاء أزمة النزوح "القاضي"..مستشار أول لشؤون السياسات الاقتصادية واقع الصحة النفسية والدعم الاجتماعي في شمال سوريا مفوضية اللاجئين تتوقع عودة 1,5 مليون سوري بحلول نهاية 2025 إنتاج حليب النوق تجربة فريدة.. هل تنجح في سوريا؟ خطة طوارىء من حليب النوق إلى جبن الموزاريلا... دراسات تطبيقية تربط العلم بالإنتاج ضمن إعادة هيكلة المؤسسات..  رؤساء دوائر "بصحة " حمص ومزاجية في ترشيح الأسماء الفائضة.. إعادة توزيعهم... الدرويش لـ"الثورة" : عدم توفر البيانات يعيق التخطيط للتحول الطاقي  بمشاركة 182 طالباً وطالبة انطلاق الأولمبياد الجامعي الأول في البيولوجيا   لبنان: الموافقة على خطة عودة النازحين السوريين مدير تربية القنيطرة : تحقيق العدالة والشفافية في المراكز الامتحانية 120468 متقدماً للامتحانات في ريف دمشق موزعين على 605 مراكز سوريا و"حظر الكيميائية" تبحثان سبل التعاون بما يخدم الالتزامات المشتركة