استئصال الإرهاب من جذوره أصبح حاجة ملحّة ليس لسورية وحسب، بل للعالم أجمع، ولاسيما أن آفته باتت تسري في عروق المنطقة وتلافيفها بسرعة، وستنتقل عدواها إلى أماكن أخرى في أوروبا وأستراليا وآسيا، سبق أن نغّص عليها السرطان الإرهابي عيشها، واختطف بغمضة عين مئات الضحايا دون أن يفرق بين أديانهم وانتماءاتهم لأنه مرض فتّاك.
الإرهابيون الذين يعيثون خراباً في سورية، وكما جرت العادة يصعّدون اعتداءاتهم وجرائمهم بحق المدنيين والعسكريين، ولاسيما في الشمال بأمر من المشغل الأميركي ووكيله العثماني، سواء بقذائف الحقد أو التفجيرات التي ينفذونها بدم بارد، أو بالطائرات المسيرة، وهذا بالتأكيد يتطلب الرد، إذ ليس من المعقول أن يُترك الحبل لأولئك على غاربه، حيث الاستمرار بالحل السياسي شيء، والقضاء على بؤر الإرهاب أمر آخر، وكلا الطرحين يسيران بشكل متوازي منذ بدء الحرب العدوانية، لكون سورية متمسكة بالحل الدبلوماسي والمبادرات السلمية، ومن جهة أخرى لن تترك الإرهابيين يصولون ويجولون على هواهم، لكون القضاء عليهم وتنظيف أراضيها من رجسهم مسألة مبدأ لا تقبل الجدل أو النقاش.
مناطق سيطرة الإرهابيين وأوكارهم سوف تسقط تباعاً في الشمال السوري، كما انهارت في الجنوب والوسط وريف دمشق، وذلك رغم استنفار مرتزقة النصرة ومحاولتهم الالتفاف على بعضهم البعض، أو كما يروّجون عن رص صفوفهم، لأن تلك الصفوف سوف تنفرط وتتداعى، كما مُسح أثر غيرها رغم الإمكانات التي توفرت لها، وها هي قواتنا المسلحة توسع نطاق سيطرتها، وتستعيد عدداً من المناطق التي وجد فيها أولئك التكفيريون.
لا نبالغ إذا قلنا إن سورية وحلفاءها حشروا منظومة العدوان في الزاوية، وهو ما سيدفعهم للتخبط والقبول بالأمر الواقع، بعد أن أخفق مشروعهم وأضحت خسائرهم كبيرة، وإلا ماذا نفسر قيام أميركا بتفجير جميع الجسور التي تربط ضفتي نهر الفرات ببعضهما البعض، وعبّارات نهرية في ريف دير الزور وبلدة الشحيل، وسط تحليق مكثف لطائراتها في سماء المنطقة، فهذا إن دلَّ على شيء إنما يدل على فشلها الذريع وانعدام حيلتها، وخروجها عن الخط الدبلوماسي الذي يسعى شركاء سورية الحقيقيون السير عليه.
كتب حسين صقر
التاريخ: الجمعة 10-5-2019
الرقم: 16974