غرائبية القص

ملحق ثقافي:

الواقعية السحرية مذهب أدبيّ نشأَ وازدهر خلال القرن العشرين، وتَجلّى بين أربعينيات وخمسينيات القرن العشرين، وتُعزى نشأتُها إلى التغيّرات الاجتماعية والسياسية في أوروبا، وما جاء به عصر النهضة من وقوف ضدّ كلّ ما هو سحريّ وعجائبيّ باعتباره من مخلفات عصور الظلام، فجاءت الواقعية السحرية كرد فعل لهذا الموقف، فقام كتاب أمريكا اللاتينية بملاحظة التطور الإبداعي وملاحقته، في أوروبا، ثمّ أمريكا الشمالية، مستفيدين من الإسهامات الفعّالة للسريالية في ذلك الوقت، ثمّ عودة الأساطير إلى الأدب، وما أحدثته العديد من الحركات الأدبية من تطور في الفن الحديث. أما مصطلح الواقعية السحرية، فكان أول من جاء به هو الناقد الألماني فرانز روه عام 1929، لوصف أعمال الفنانين الألمانيين الذين صوّروا كل ما هو روتيني بصورة غريبة منفصلة عن الواقع، وعندما تشّكل بوصفه مذهباً أدبياً متكاملاً ونوعاً فنيّاً، عرف بأنه نوع فني يتناول العناصر السحرية التي تظهر في بيئة واقعية، أو الجمع بين الواقع والفانتازيا، وهذا ما جعل الواقعية السحرية أكثر تعبيراً عن الواقع خصوصاً أنها اعتمدت أشكالاً أدبية شعبية نابعة من البيئة التي نشأت فيها، ولا تحاول تبرير ما هو سحري في الوقائع الأحداث التي تمر بها.
ويأتي كتاب «الواقعية السحرية» لمؤلفته ماجي آن بورز، ليبحث في جذور المصطلح، محاولاً تبيان خصائصه ومدى اختلافه عن المسميات والمصطلحات الأخرى. ترى المؤلفة أنه رغم ارتباط المصطلح بأدب أمريكا اللاتينية، إلا أنه ظهر منذ عشرينيات القرن الفائت في ألمانيا، حتى الخمسينيات في أمريكا اللاتينية، وصولاً إلى العقود الثلاثة الأخيرة من القرن العشرين في الدول التي تتحدث الإنكليزية. فتطبيق المصطلح يأتي من خلال سياقات مختلفة لمجتمعات وظروف اجتماعية وسياسية مختلفة، ما أدى إلى تطور أشكال الواقعية السحرية، فهي لم تعد شكلاً مرتبطاُ بأدب أمريكا اللاتينية، رغم أنه حتى الآن الأكثر ارتباطاً بها، لكن الأمر أصبح أنماطاً مختلفة، تعبر عنه كل حضارة من خلال مفرداتها ومرجعياتها وأساطيرها. كما تستند المؤلفة إلى تحليل عدة روايات تنتمي إلى هذا الشكل الروائي، كأعمال كل من غارسيا ماركيز، إيزابيل الليندي، غونتر غراس، وتوني موريسون. كذلك يمتد البحث إلى أعمال فريدا كالو، وبعض الأفلام السينمائية، من قبيل.. «إنها حياة رائعة»، «أجنحة الرغبة» و«أن تكون جون مالكوفيتش». ترجمة سليمان العطار وأماني توما، إصدار المركز القومي للترجمة، القاهرة 2018.

التاريخ 14-5-2019

رقم العدد:16977

 

آخر الأخبار
تأهيل مدارس وشوارع "الغارية الغربية" في درعا على نفقة متبرع  قراءة في العلاقات السورية – الروسية بعد  سقوط النظام المخلوع  هل أنهى ترامب الحرب بغزة حقاً؟  بعد سنوات من الظلام.. أحياء حلب الشرقية تتفاءل بقرب التغذية الكهربائية  حادثة "التسريب".. خرق للأعراف أم محاولة للتشويش على التقارب السوري- اللبناني؟ ارتقاء أربعة من حراس المنشآت النفطية في استهداف إرهابي بدير الزور ترامب يوافق على عمليات استخبارية ضد كراكاس وفنزويلا تستهجن حرب أوكرانيا..هل سببت بتراجع نفوذ روسيا في الشرق الأوسط؟  قطر الخيرية تطلق مشروعاً لترميم وبناء مساجد بريف دمشق الشرع يحدد العلاقات السورية - الروسية وفقاً للسيادة الوطنية "الأونروا": "إسرائيل" لم تسمح حتى الآن بإدخال المساعدات إلى غزة الأمم المتحدة: من المهم لسوريا ترسيخ علاقاتها مع جميع الدول زيارة الشرع الى موسكو.. تكريس جديد للعلاقة السورية - الروسية هل تكون جثث الرهائن الإسرائيليين حجة للاحتلال لمواصلة الحرب؟ "رواد الباشان" بين الدافع الأيديولوجي والتواطؤ الحكومي... مشروع استيطاني يتمدد في الجولان الشرع يبلغ بوتين أنه سيحترم كل الاتفاقات السابقة مع موسكو  العفو الدولية تطالب بالإفراج الفوري عن حمزة العمارين الانتهاكات الإسرائيلية ترهق المدنيين السوريين في حياتهم اليومية "الصليب الأحمر": تضافر الجهود الدولية لتأمين بيئة آمنة للسوريين  زيارة الشرع.. خطوة استراتيجية لضبط العلاقة مع موسكو