ملحق ثقافي..د. سلوى الحلو:
كانت عيناه زرقاوين، كلون بحرٍ هادرٍ ما قبل العاصفة، كنت أتطلع فيهما خوفاً وحباً، وأعجب سراً كيف جمع الله بهما النقيضين!!
عذوبةٌ في اللون ورقةٌ، وشكيمةٌ تتوفزها قوةٌ، غالباً ما كانت تشيران لي أني مازلت طفلة ليست على صواب.
هكذا كانت عيناه حين التقيت به، كعينيِّ أبي.
**
استيقظت وكأنني امرأة أُخرى، ذات الذراعين والمعصمين، ورأسها يحمل الأفكار. تيقنت أن هذا الصباح هو يومي.
غرفتي، كتبي، لكن ما بها خزانتي تغيّر الأثواب!
البارحة علّقت بها حلماً أخضرَ، فكيف بدلته بأصفر.
عدت إلى ما كان صوته يطربني، فإذا به عديم الهمس، أميّ الحرف، آلة صماء زادت صباحي تعجباً واستغراباً.
كان يصدح بجميل الحروف، فكيف أُصيب بالصمم؟! ورنينه البارحة كان جذاباً.
اضحك كما يحلو لك، فبعض هذه الساعات هي لك، وتلك الثواني الرائعة التي مرت هي أنت ومنك. دعها تنطلق كما هي، عش عفويتك، وارفض أن تستسلم لتعاريج العمر الذي سيضعك دوماً خلف قضبانه ويقول لك مؤنباً: ويحك وهل نسيت تثاقل السنين؟؟
**
شطحات
يقولون إنني إنسان، مع أنني اشتركت بطريقة الولادة مع أغلب الكائنات. حملني طائر أسطوري على جناحيه لأنني لست بملاك، وحط بي على الأرض ونازعني فيها الشيطان. رغبت به ورغبت عنه، فحملت عقلي وتحصنت بالوجدان، وتيقنت أنني به يمكن أن أكون الإنسان.
التاريخ 14-5-2019
رقم العدد:16977