موسكو تحذّر من تبعات النهج الأميركي.. البنتاغون يدفع نحو العسكرة ويخطط لإرسال 120 ألف جندي إلى المنطقة.. وترامب ينفي !
هي أميركا تطلّ بوجهها العدواني القبيح، دون أي مساحيق إنسانية، والتي اعتادت سابقاً على إخفاء عوراتها الخلقية والأخلاقية بها لتنضح بجديدها، وتسوّق لخطة عسكرية تنصّ على إرسال 120 ألف جندي إلى الشرق الأوسط، ستكون مهمتهم التخريبية محصورة في إيران، وإن كان العنوان المزعوم الخوف على المصالح الأميركية في المنطقة، مع العلم أن الإدراة الأميركية بحسب محللين هي من يفتعل الأزمات ويشعل الحرائق في المنطقة، والعالم بأسره، وإلا ما مبرّر إرسال هذه القوات للخليج العربي والتي يبلغ تعدادها تلك التي غزت العراق.
وحول هذا الموضوع ذكرت صحيفة نيويورك تايمز أن البنتاغون أعدّ خطة عسكرية مطوّرة، لإرسال ما يصل إلى 120 ألف جندي إلى الشرق الأوسط وبرر هذا الإجراء بأنه في حال هاجمت إيران قوات أميركية أو استأنفت إنتاج طاقة نووية.
ونقلت الصحيفة أمس عن مسؤولين في البيت الأبيض لم تذكر أسماءهم، أن القائم بأعمال وزير الدفاع الأميركي باتريك شاناهان قدّم هذه الخطة في اجتماع لكبار مساعدي الرئيس دونالد ترامب الأمنيين الخميس الماضي.
وأضافت الصحيفة: إن هذه الخطة وضعت بطلب من مستشار الرئيس لشؤون الأمن القومي جون بولتون.
ووفق الصحيفة فإن 6 من مسؤولي الأمن القومي الأميركي صدموا بعد اطلاعهم على حجم القوة التي يخطط البنتاغون لإرسالها إلى الخليج، لأنه يوازي حجم القوات التي غزت العراق.
وزعمت الصحيفة: إن نشر مثل هذه القوات الجوية والبرية والبحرية من شأنه أن يعطي طهران المزيد من الأهداف للضرب، وربما أكثر من سبب للقيام بذلك، متناسية بحسب متابعين أن الأميركي هو المعتدي وهو القاتل وليست طهران التي كان ذنبها الأوحد أنها رفضت الخضوع للإملاءات الأميركية.
وقالت نيويورك تايمز إن هذه الخطط وضعت بناء على أوامر من المتشددين بقيادة جون بولتون، مستشار الأمن القومي لترامب. وإن هذا التطور يعكس تأثير بولتون، أحد أكثر صقور الإدارة قسوة تجاه طهران، والذي تجاهل الرئيس الأسبق جورج دبليو بوش جهوده الحثيثة لدفعه إلى المواجهة مع إيران قبل أكثر من عقد.
وأضافت من غير المؤكد ما إذا كان ترامب، سيعيد في نهاية المطاف الكثير من القوات الأمريكية إلى الشرق الأوسط. كما أنه من غير الواضح ما إذا كان الرئيس قد اطلع على عدد القوات أو غيرها من التفاصيل في الخطط.
وفي وقت لاحق نفى الرئيس الأميركي صحة تقارير حول نية الإدارة الأميركية إرسال 120 ألف عسكري إلى الشرق الأوسط لمواجهة إيران.
وقال ترامب في حديث للصحفيين في البيت الأبيض أمس: «أعتقد أن هذه أخبار كاذبة… نحن لم نخطط لذلك بعد، وآمل ألا نضطر للتخطيط لذلك. وفي حال قمنا بذلك سنرسل قوة أكبر بكثير» على حد تعبيره.
من ناحيتهم قال الحلفاء الأوروبيون الذين التقوا بوزير الخارجية مايك بومبيو يوم الاثنين إنهم قلقون من أن التوترات بين واشنطن وطهران قد تتفاقم، وربما عن غير قصد.
وفي بروكسل، التقى وزير خارجية أميركا مايك بومبيو بوزراء خارجية بريطانيا وفرنسا وألمانيا الشركاء في الاتفاق النووي الإيراني لعام 2015، وكذلك مع رئيسة السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي، فيديريكا موغريني، ولم يتحدث بعد اللقاء إلى وسائل الإعلام، لكن المسؤولين الأوروبيين قالوا إنهم حثوا واشنطن على ضبط النفس، خوفا من التصعيد العرضي الذي قد يؤدي إلى اشتعال الصراع مع إيران وانفلاته.
إلى ذلك انتقد السيناتور الروسي اليكسي بوشكوف أمس التقارير التي تحدثت عن خطة أميركية جديدة لإرسال 120 ألف جندي إلى الشرق الأوسط محذّراً من تبعات هذه الخطوة التي تماثل ما حصل خلال غزو العراق عام 2003.
ونقلت وكالة سبوتنيك الروسية عن بوشكوف قوله عبر حسابه على موقع تويتر انه في عام 2003 صرّح نائب الرئيس الأميركي حينذاك ديك تشيني بأنه حان الوقت للاستيلاء على العراق وهم وبعد أن فعلوا ذلك لم يعرفوا كيف يخرجون منه، ويبدو أن مستشار الرئيس الأميركي للأمن القومي جون بولتون يلعب الآن دور تشيني ويدعو إلى توجيه ضربة لإيران في الوقت الذي يبدي فيه البنتاغون استعداده لإرسال 120 ألف جندي إلى الشرق الأوسط كما كان الحال مع العراق حينها.
وكالات – الثورة:
التاريخ: الأربعاء 15-5-2019
الرقم: 16978