يبدو ان المآرب الاستعمارية لتحالف العدوان لا تلبث أن تختبئ خلف ادعاءاتها بدعم عملية السلام حتى تعاود الظهور بين تلافيف تعطيل اتفاق السويد خصوصا بعد تاكيد المقاومة اليمنية على تعزيز التعاون عبر سحب قواتها من موانئ الحديدة بشكل مؤقت.
فبينما تستمر المقاومة اليمنية بتسيير كل ما من شأنه دعم عملية السلام اليمني وتحرير الأراضي اليمنية وانقاذ الشعب اليمني من أسوأ مأساة عرفها العالم يتعمد تحالف العدوان الانشغال بأطماعه الاستعمارية الواهمة في المنطقة بعد أن منح الضوء الاخضر الأميركي لمعاودة الهجوم على الحديدة واهما اعادة ميزان القوى لمصلحته بعد استهداف الجيش اليمني لقطاع النفط التابع للنظام السعودي الذي يمثل خيارا بديلا لهذا النظام لتصدير النفط بعيدا عن مضيق هرمز.
ويرى محللون أن الوهم الاستعماري للعدوان السعودي سيقوده الى انهيار محتم وقريب وعملية استهداف المقاومة اليمنية للمنشآت النفطية تهديد لأهم أوراق القوة لدى النظام السعودي المجرم الأمر الذي سيضطر هذا النظام إلى إخضاع تلك الورقة للمساومة على طاولة المفاوضات اليمنية أو أنها ستدخل تلقائيا في الأيام المقبلة لتطرح معطيات جديدة تقود الى تحرير الاقتصاد اليمني ورفع الحصار عن اليمن مقابل وقف استهداف الجيش اليمني وتهديده للمنشآت النفطية لآل سعود فإحداث الضربة الجوية من قبل المقاومة اليمنية أعاد حسابات النظام السعودي الذي تلمس عقم خيارات الالتفاف على أهم ممر مائي في العالم مضيق هرمز.
ويعتبر محللون ان القيمة الفعلية للضربة الجوية اليمنية ليست حصرا بذاتها بل لكونها تشكل بداية مسار توازي تداعياته مفاعيل الصواريخ التي أطلقت على الرياض سابقا بل قد تفوق قدرة الصواريخ بكثير ولا سيما أن إمكانية اعتراضها من صواريخ الباتريوت ضعيفة وهذا سيشكل خطرا مستقبليا للرياض كما أن هذه الضربة تذكر بامتلاك اليمن وسائل ردعية تظهر قدرة المقاومة اليمنية على المواجهة تضعف الخيارات المفترضة للعدوان وفي هذا الإطار يضع الجانب السعودي نفسه جراء حقده وتعنته في استمرار الحرب المجرمة على اليمن أمام خيارات صعبة ولم يعد أمامه سوى التذلل لدول الغرب الاستعماري.
بالوقت ذاته تثار تساؤلات بشأن جدوى صفقات الأسلحة التي أبرمتها الرياض خلال السنوات الماضية مع دول الغرب الاستعماري في مقابل عجزها أمام الدفاعات اليمنية ومن المعروف أن النظام السعودي سبق أن اشترى أنظمة دفاعية متطورة من واشنطن وبحسب معهد استوكهولم المتخصص في رصد النفقات العسكرية فإن النظام السعودي أكبر مستجر للأسلحة في العالم في حين بلغت صادرات واشنطن من الأسلحة إلى الرياض 65 مليار دولار بين عامي 2009 و2016 وفي 2017 وإثر زيارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب للرياض أبرمت صفقات سلاح بقيمة 110 مليارات دولار.
من جانب آخر يواصل موظفو شركة النفط اليمنية واللجان النقابية اعتصامهم المفتوح أمام مكتب الأمم المتحدة بالعاصمة صنعاء لليوم الـ 41 للمطالبة بإطلاق السفن النفطية المحتجزة من قبل تحالف العدوان الذي ألقى بآثاره الكارثية على الشعب اليمني.
كما اعلن المتحدث باسم وزارة الصحة اليمنية عن ارتفاع أعداد الشهداء اليمنيين إلى 32 شهيدا وجريحا نتيجة الغارات الوحشية التي نفذها تحالف العدوان على صنعاء قبل يومين ولاتزال عمليات الإنقاذ وانتشال الضحايا مستمرة حتى اللحظة.
في غضون ذلك ينظر اليمنيون إلى ما ستؤول اليه الأمور في اليمن بعد انعقاد اجتماع ضم أعضاء لجنة إعادة الانتشار ومؤسسة موانئ البحر الأحمر وفريق التفتيش الأممي والبرنامج الإنمائي للأمم المتحدة لمناقشة آلية تحقق التفتيش في الميناء وهل ستتمخض عناوين لمؤامرات جديدة. ميدانيا: شن طيران العدوان السعوأميركي سلسلة غارات على العاصمة صنعاء منها 3 غارات على عطان و 3 غارات على نقم فيما شن غارتين على منطقة النهدين واستهدف بغارة حديقة 21 سبتمبر بمديرية الثورة. بالمقابل أطلقت القوة الصاروخية للجيش اليمني واللجان الشعبية صاروخ «زلزال1» على تجمعات مرتزقة آل سعود في معسكر السلب بجيزان.
الثورة – رصد وتحليل
التاريخ: الجمعة 17-5-2019
رقم العدد : 16980