روحاني يقترح استفتاء شعبياً بشأن البرنامج النووي… طهران تنفي بدء أي مفاوضات مع واشنطن وتؤكد استعدادها لمواجهة أي اعتداء
في ظل أجواء التوتر المتصاعدة التي تفرضها الأجندة العدوانية للولايات المتحدة التي كثفت وجودها العسكري في الخليج، اقترح الرئيس الإيراني حسن روحاني تنظيم استفتاء شعبي حول برنامج إيران النووي، والحد من تخصيب اليورانيوم.
وقال روحاني: «المادة 59 من الدستور الإيراني المتعلقة بالاستفتاء، من شأنها فتح الطرق المغلقة وهي نافذة مفتوحة أمام المواطنين في أي وقت إذا اقتضى الأمر»، وذلك حسب وكالة «فارس» الإيرانية.
وأكد أنه «تقدم عام 2004 عندما كان كبير المفاوضين الإيرانيين حول البرنامج النووي إلى المرشد الأعلى علي خامنئي، بمبادرة إجراء استفتاء على القضية النووية، وأيد المرشد هذا الاقتراح، لكن الأمور تطورت على نحو مغاير مع تغير الحكومة».
وتابع الرئيس الإيراني: لكن على أي حال فإن المادة 59 يمكنها تمهيد السبيل في أي مرحلة كانت.
وكان روحاني أعلن الشهر الجاري عن تعليق إيران بعض التزاماتها بالصفقة النووية، ردا على انسحاب الولايات المتحدة منها وتشديد العقوبات الأميركية على طهران.
ووصف روحاني، خلال استقباله أمس الأول حشدا من العاملين في وسائل الإعلام، الظروف الراهنة بأنها «صعبة للغاية»، لكنه شدد على أن الحكومة تسعى من أجل أن لا تصبح الأمور أكثر صعوبة للمواطنين.
في الأثناء نفت الخارجية الإيرانية الأنباء التي نقلت عن مسؤول كويتي بشأن بدء مفاوضات بين إيران والولايات المتحدة للتخفيف من حدة التوتر بينهما.
وأفادت وكالة «فارس» الإيرانية أن موسوي نفى بقوة ما نقل عن مسؤول كويتي عن بدء مفاوضات بين إيران وأميركا، قائلا، «لا توجد أي مفاوضات مباشرة أو غير مباشرة بين الجانبين».
وفي سياق مواز نقلت وكالة «رويترز»عن وزير الخارجية الإيراني جواد ظريف، أن بلاده عرضت توقيع معاهدة بعدم الاعتداء مع دول الخليج المجاورة.
وأكد ظريف خلال لقائه نظيره العراقي محمد علي الحكيم في بغداد أمس أن لدى طهران رغبة ببناء علاقات متوازنة مع جميع دول الخليج.
وقال إن إرسال الولايات المتحدة قوات إلى الشرق الأوسط بعد اتهام طهران بالوقوف وراء الهجمات على ناقلات النفط في المنطقة، أمر خطير للغاية وتهديد للسلام الدولي.
أكد وزير الخارجية العراقية محمد علي الحكيم وقوف العراق إلى جانب إيران ورفضه الإجراءات الأميركية بحقها.
وخلال مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره الإيراني محمد جواد ظريف في بغداد أمس قال الحكيم: العراق يسعى إلى الوقوف مع إيران بأي شكل من الأشكال، مشيرا إلى أن الاجتماعات المشتركة بين الجانبين بحثت العديد من القضايا الثنائية وخاصة ما يتعلق بمشروع السكك الحديدية والمدن الصناعية.
من جانبه أكد ظريف مجددا أن بلاده ستواجه بقوة أي اعتداء عليها، لافتا إلى أن إيران التزمت بشكل كامل بتعهداتها بموجب الاتفاق النووي الموقع مع المجموعة الدولية ولم تقم بأي خرق له، وقال: إجراءات إيران الأخيرة بخصوص الموضوع النووي ليست انسحابا من الاتفاق بل هدفها الدفاع عن حقوقها في إطار هذا الاتفاق الدولي . وأشار ظريف إلى أن إيران قادرة على التصدي لأي حرب عسكرية أو اقتصادية ضد الشعب الإيراني، موضحا أن أميركا وبخرقها القواعد وانتهاك القرارات الدولية تحاول وعن طريق البلطجة جر الدول الأخرى للعمل بإجراءاتها الانفرادية.
وانتقد ظريف الدول الأوروبية لفشلها في الامتثال لالتزاماتها حيال الاتفاق، لافتا إلى أن هذه الدول لم تف بتعهداتها حيال إيران بموجب الاتفاق النووي وان هذا الأمر ظهر جليا العام الماضي أكثر من السنوات السابقة.
وأكد ظريف أن إيران تريد أفضل العلاقات مع دول المنطقة وترحب بجميع مقترحات الحوار وخفض التوتر مشيرا إلى انها قدمت عدة مقترحات بهذا الخصوص.
وكالات – الثورة
التاريخ: الأثنين 27-5-2019
رقم العدد : 16987