مع الفشل الذي مُنيت به مساعي رئيس حكومة العدو بنيامين نتنياهو لتشكيل حكومة جديدة تترجم فوز حزبه بالانتخابات الإسرائيلية المبكرة التي أجريت قبل شهرين، يعود الشلل السياسي ليضرب الحياة السياسية في كيان العدو مع اقتراب انتهاء التفويض الذي منح لنتنياهو من أجل تشكيل حكومته، وهو ما يدفع بحسب مراقبين لإجراء انتخابات جديدة قد تتغير فيها لائحة التحالفات.
بالأمس قرر الكنيست الإسرائيلي حل نفسه، في حين واصل نتنياهو مساعي الساعات الأخيرة لإنقاذ حكومته، وحسب المعطيات القادمة من الكيان المحتل فإن رئيس الحكومة المكلف يعمل على مستويين متعاكسين، فهو يجرّب آخر المحاولات لاستكمال مفاوضاته للتوصل إلى ائتلاف حكومي جديد.
ويأتي مشروع قانون حل الكنيست الذي تقدم به عضو الليكود للحيلولة دون قيام رئيس كيان العدو، رؤوفين ريفلين، بتكليف شخصية أخرى لتشكيل الحكومة مع انتهاء المدة الزمنية الممنوحة لنتنياهو للقيام بذلك.
وبحسب تقديرات مقربين من ريفلين، فإن القرار بشأن تكليف مرشح آخر بتشكيل الحكومة سيصدر خلال يومين، بعد إجراء مشاورات مع رؤساء الكتل المختلفة في الكنيست.
وبعد المصادقة على قانون حل الكنيست، خلال المشاورات التي جرت أمس فسيتم التوجه إلى انتخابات جديدة، ويحتاج القانون في القراءة الثالثة له لدعم 61 عضواً وهو النصف زائد واحد من مجموع الأعضاء المنتخبين من أجل إقراره.
وفي تفاصيل اليوم الأخير والصعب من المهلة الممنوحة لنتنياهو لتشكيل حكومته اجتمع الأخير مع قادة الكتل المشاركة في ائتلافه الحكومي، وقد وجّه انتقادات لخصمه أفيغدور ليبرمان رئيس حزب «يسرائيل بيتينو» ووزير الأمن السابق الذي كان انسحاب حزبه من الائتلاف الحكومي العام الماضي بعد التهدئة في غزة سبباً رئيساً في سقوط الائتلاف واضطرار نتنياهو الذهاب لانتخابات مبكرة لم تستطع إخراجه وإخراج حزبه وكيانه من المأزق السياسي الذي يمر به، ونقل عن نتنياهو قوله إنه لا يمكنه فهم ليبرمان، مضيفاً «أنه قرر البقاء في الخارج، وجرّ الجميع إلى الانتخابات»، في مؤشر على رغبته بإعادة ضم ليبرمان للحكومة بالرغم من الخلافات بينهما.
وبحسب موقع القناة 12 الإسرائيلية، فإن أعضاء في الائتلاف درسوا معارضة قانون حل الكنيست، لاعتقادهم أن رئيس كتلة «كاحول لافان»، بيني غانتس، لن يتمكّن من تشكيل حكومة إذا ما أسند ريفلين له هذه المهمة، وفي حال أصرّ شركاء نتنياهو على البقاء معه في الحكومة، وفي هذه الحالة فإن الكرة ستعود لملعب نتنياهو مجدداً.
ولتلافي المأزق الذي وقع فيه نتنياهو، يعمل وسطاء من أجل إصلاح ذات البين بين الليكود والأحزاب الحريدية في محاولة للتوصل إلى حل بشأن قانون التجنيد، علماً أن الليكود لم يوقّع حتى اللحظة على أي اتفاق ائتلافي مع شركائه المحتملين.
ومع منتصف ليلة أمس أصبح نتنياهو ملزماً بإبلاغ ريفلين ما إذا كان قد تمكّن من تشكيل الحكومة، أو أنه فشل في ذلك.
ومن المتوقع إجراء الانتخابات الإسرائيلية القادمة في 17 أيلول القادم في حال تم حلّ الكنيست الحالي.
وفي وقت سابق، صادقت اللجنة المركزية لحزب الليكود الحاكم، بأكثرية مطلقة، على خوض الانتخابات بقائمة مشتركة مع «كولانو»، برئاسة وزير المالية، موشيه كاحلون، وذلك عبر ضم قائمة «كولانو» لقائمة مرشحي الحزب للكنيست، في ظل فشل مفاوضات تشكيل الحكومة، وانتخابات مبكرة تلوح بالأفق.
بالتوازي أشار تقرير نشرته صحيفة «يديعوت أحرونوت» في موقعها على الشبكة إلى أن الانتخابات الاسرائيلية الجديدة ستشكل عبئا اقتصادياً جديدا على الكيان، حيث تقدر تكلفتها بنحو 5 مليار شيكل، تشمل تراجع الإنتاج في الاقتصاد، وتكلفة الأجر الإضافي للأجيرين، خاصة وأن يوم الانتخابات هو يوم عطلة مدفوع.
وكانت تقديرات وزارة المالية الإسرائيلية قد أشارت، قبل أيام، إلى أن تكلفة حل الكنيست وتقديم موعد الانتخابات ستصل إلى 475 مليون شيكل، وهذا المبلغ لا يشمل تكلفة ذلك على الاقتصاد الإسرائيلي، وإنما يشمل ميزانية لجنة الانتخابات المركزية وميزانية تمويل الأحزاب.
كما يؤثر إجراء الانتخابات على أجهزة إنفاذ سلطة القانون، حيث إن الشرطة ستبقى من دون مفتش عام، بينما تبقى مصلحة السجون من دون مفوض، ويدير الجهازين اليوم قائمان بالأعمال.
ويؤثر جمود الحكومة والمجلس الوزاري المصغر، وعدم اتخاذ قرارات بعيدة المدى، بسبب الانتخابات، بشكل فوري على بناء القوة في جيش الاحتلال الذي بدأ ببلورة خطط لسنوات كان يفترض أن تقدم للمجلس الوزاري المصغر الجديد في الصيف أو الخريف القريبين.
وبالنتيجة أيضاً، لم يتم التوقيع على اتفاق المساعدات الأميركية لإسرائيل، حيث لم يتم التوقيع على صفقات بالمليارات بسبب الانتخابات الأخيرة وتعيين رئيس أركان جديد لجيش الاحتلال.
هذا ويعاني نتنياهو من ملاحقته قضائياً بتهم فساد ما أدى بعضو الكنيست عن حزب الليكود ميكي زوهار لطلب قانون يمنح الحصانة لنتنياهو قبل أسبوعين
وحسب زوهار.. إذا ذهب نتنياهو إلى المحكمة من دون الحصانة، فسوف يذهب إلى السجن وهو بريء» حسب زعمه.
دائرة الدراسات
التاريخ: الجمعة 31-5-2019
الرقم: 16991